تفتخر الخوذ البيضاء في إنقاذ أكثر من 115,000 شخص في سورية. صورة: أسوشيتد برس
قال رئيس متطوعي الخوذ البيضاء في سورية رائد الصالح، لوزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت: إن على الغرب أن يفعل المزيد لحماية الملايين من المدنيين الذين ما زالوا في خطر شديد، وحذّر من أن عملية إعادة الإعمار يجب ألا تبدأ من دون العدالة أو المساءلة.
وقال رائد الصالح: إن سجلّ موسكو بالوعود المنهارة يعني أنه ليس لديه ثقة كبيرة في وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة بين روسيا وتركيا في أيلول/ سبتمبر. وقد أوقف الاتفاق تقدمًا كان مخططًا له على إدلب، وهي واحدة من آخر المناطق في سورية التي لا تزال خارج سيطرة بشار الأسد، ويسكنها حاليًا أكثر من 3 ملايين شخص.
لكن اتفاقات مماثلة، في مناطق أخرى من سورية، أثبتت أنها مقدمة للحصار والقصف الوحشي والتهجير في نهاية المطاف، وقال الصالح إنه يريد تذكير جيريمي هانت بأن الدعم الغربي حيوي لإنقاذ الأرواح.
وقال الصالح، قبل لقائه جيريمي هانت، الأسبوع الماضي: “سنؤكد أنه لا يمكننا الاعتماد على الروس أو أن نثق بالضمانات المُقدّمة منهم؛ لأننا رأينا كيف كانت التزاماتهم خادعة في مناطق التصعيد السابقة في حمص، ودرعا، والغوطة الشرقية، لذلك نحن بحاجة إلى مزيد من الالتزام من العالم الغربي، لحماية الشعب السوري”.
لدى القوى الغربية، مثل تركيا، حوافز استراتيجية، فضلًا عن أنها إنسانية، لتجنب هجوم شامل على إدلب. انتهت الهجمات السابقة بالتهجير الجماعي، مع انسحاب أنصار المعارضة إلى مناطق أخرى من الأراضي التي تتناقص مساحتها، لكن إدلب هي المكان الأخير، وإذا تعرضت للهجوم أو السقوط؛ فسيضطر السكان إلى الاستسلام لقوات الأسد أو محاولة عبور الحدود إلى تركيا.
وتابع الصالح: “الهجوم العسكري يعني كارثة، ليس فقط على إدلب، سيكون له تأثير على الدول المجاورة، حيث إنه سيدفع مئات الآلاف، وربما الملايين من الناس، إلى الزحف تجاه الحدود في محاولة للهروب”.
تستضيف تركيا الآن أكثر من 3,5 مليون سوري، وقد أغلقت حدودها أمام اللاجئين. لكن موجة كبيرة من المدنيين اليائسين الفارين قد تشكل تحديًا جديًّا لسياسة إغلاق الحدود هذه، وقد يحاول البعض الذهاب نحو أوروبا.
يأمل الصالح في أن يساعد اتفاق طويل الأجل لوقف إطلاق النار في عكس اتجاه تدفق السوريين إلى الخارج. استفادت الخوذ البيضاء من أسابيع الهدوء، منذ اتفاق أيلول/ سبتمبر، لبدء إعادة الإعمار على نطاق صغير، وإزالة الأنقاض لبناء حديقة، وإصلاح خطوط الكهرباء، وقال الصالح: “نعتقد أن هناك عملًا مهمًا جدًا ينبغي القيام به لتحقيق الاستقرار، مع إمكانية خفض مدى أزمة اللاجئين، من خلال تحسين ظروف الحياة داخل سورية، وربما تحريض الناس على العودة، وتمهيد الطريق لإعادة الإعمار”.
لكنه حذّر من الدعم الغربي لبرامج إعادة الإعمار الوطنية الأوسع، ما لم تكن هناك عدالة للموتى والسجناء. في آب/ أغسطس، حثَّ فلاديمير بوتين المجتمعَ الدولي على البدء في إعادة بناء سورية، حتى يتمكن اللاجئون من العودة، حيث كانت هناك دعوات لتسريع الجهود للتوسط في إنهاء الحرب، حتى لو كان ذلك يعني إبقاء الأسد في السلطة.
أضاف الصالح أن المخاوف والإحباطات التي أدت إلى الحرب الأهلية ما تزال تتفاقم. وعلى الرغم من أن فظائع داعش هيمنت على الأخبار الدولية منذ سنوات، فإن الأسد وحلفاءه مسؤولون عن الغالبية العظمى من وفيات المدنيين.
وقال الصالح وهو يشرح رسالته لـ هانت: “هناك أطرافٌ تحاول حاليًا الادعاء بأن الوقت قد حان الآن لإعادة الإعمار والإصلاح الدستوري، كما لو أن الأزمة انتهت، وهذا غير صحيح.. نريد أن نبعث برسالة مفادها أن هناك حاجة إلى المساءلة أولًا لبناء السلام. لا يمكننا العمل عمليًا على إعادة الإعمار والإصلاح الدستوري؛ ما لم يكن هناك حلٌّ سياسي، وما لم توجد آليات العدالة الانتقالية والمساءلة”.
وقد تم الإشادة بالخوذ البيضاء لأعمالها الإنسانية في البحث والإنقاذ على الخطوط الأمامية للحرب الأهلية الوحشية في سورية. لكن الصالح قال إنهم قلقون من تأثير حملات التضليل الإعلامي، التي زعمت خاطئةً أن الجماعة تُفبرك جهود الإنقاذ ومشاهد الهجمات، وأن لها صلات بالجماعات المتطرفة.
“تخيل عندما يُعرّض شخص ما حياته للخطر لإنقاذ الآخرين، ثم يسمع أن الناس يسمّونهم بالأشخاص السيئين أو الإرهابيين. قد يؤثر ذلك بمرور الوقت على معنويات المتطوعين.. نحن حريصون جدًا على الحفاظ على دعم الناس العاديين في جميع أنحاء العالم. حملة التضليل تؤدي إلى تشتيت الانتباه وتؤثر في الكيفية التي ينظر بها الناس إلى الوضع ويفهمونه”.
بعد الاجتماع الذي عُقد يوم الخميس، في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر، أشاد هانت بشجاعة الخوذ البيضاء، وقال: إن بريطانيا، التي ساعدت في تأمين اللجوء لمئات من الأفراد المحاصرين نتيجة هجوم في الصيف، ستواصل دعم الجماعة. وقال: “خاطر أصحاب الخوذ البيضاء بحياتهم، بكل شيء لإنقاذ أكثر من 115,000 شخص، خلال الصراع السوري، على الرغم من الهجمات التي يشنها النظام السوري والجيش الروسي، وإن المملكة المتحدة تفتخر بدعمهم”.
اسم المقال الأصلي | Millions of Syrians at risk if Idlib truce fails, White Helmets warn |
الكاتب | إيما غراهام هاريسون، Emma Graham-Harrison |
مكان النشر وتاريخه | الغارديان، The guardian،3/11 |
رابط المقال | https://www.theguardian.com/world/2018/nov/03/idlib-jeremy-hunt-syria-russia-turkey |
عدد الكلمات | 740 |
ترجمة | وحدة الترجمة والتعريب |