أطلقت (منظمة الهجرة الدولية) أمس الثلاثاء، بالتعاون مع مفوضية اللاجئين في تركيا، مشروع (فرصة حياة) في مدينة إسطنبول، بهدف تنظيم مشاريع تحسّن أوضاع المستثمرين واللاجئين السوريين الذين يتمتعون بالحماية المؤقتة، والمواطنين الأتراك.
يشمل المشروع 9 ولايات تركية، وسيستمر على مدار عامين، بتنسيق مباشر مع الحكومة التركية، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي. وسيشمل 13,000 لاجئ سوري في ولايات تركية عدة، و5000 مواطن تركي، و350 موظفًا حكوميًا من الولايات التركية التسع التي تحتضن المشروع، و500 ممثل عن الجمعيات العمالية التركية المختلفة، كجمعية رجال الأعمال التركية، وجمعية إسطنبول لعمال الفنادق الصغيرة، وغرفة صناعة غازي عنتاب.
ويضم المشروع مشاركين من الولايات التركية الآتية (أنقرة، إسطنبول، بورصة، قونية، غازي عنتاب، شانلي أورفا، أضنة، مرسين، وهاتاي). وسيتم التركيز بشكل خاص على الشباب والنساء، بهدف تحسين الواقع المعيشي والاقتصادي للنساء السوريات اللاجئات، وتمكينهن من التحول إلى فئات منتجة تتمتع بالاكتفاء الذاتي.
يهدف مشروع (فرصة حياة) إلى زيادة المرونة والتعايش بين اللاجئين السوريين والأتراك، على مستوى التعاملات الاقتصادية، من خلال تعزيز فرص التكامل في سوق العمل، وخلق فرص أكبر لتطوير عمل السوريين في تركيا، حيث تؤدي إلى خلق بيئة عمل يستفيد منها كلا الطرفين: اللاجئين والمجتمع التركي المضيف.
في هذا الموضوع، قال لادو غفيلافا، رئيس بعثة منظمة الهجرة الدولية في تركيا: “نأمل أن يساعد هذا المشروع في المضي قدمًا في تحسين الوضع الاقتصادي للسوريين، وإحداث تأثير إيجابي في سياسة العمالة المهاجرة في تركيا”. وأكد أن “هذا المشروع موجه إلى الذين يريدون تنمية مهاراتهم في البحث عن عمل في تركيا، وتعلّم حقوقهم وواجباتهم، وتعزيز مهاراتهم المهنية والحياتية، في آن واحد”.
وأضاف: “ستؤدي منظمة الهجرة الدولية دورًا رئيسًا في تقديم التدريب المهني، وتنظيم المشاريع، وتقديم الاستشارات لأصحاب الأفكار حول مشاريعهم المقترحة، وسيحصل المتدربون عند الانتهاء من التدريبات على شهادات مهنية، تؤهلهم للبحث عن فرص عمل في مجالات متعددة، إضافة إلى منح مبالغ مالية للمشاريع التي تُثبت نجاحها خلال فترة مشروع (فرصة حياة) الممتدة على مدار عامين”.
في السياق ذاته، قال كريستيان بيرغر، رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في تركيا: “إن اللاجئين السوريين أثبتوا أنهم فاعلين في مجال التنمية الاقتصادية، من خلال مهاراتهم ومواهبهم، وأسهموا بشكل إيجابي في الاقتصاد التركي. ولهذا السبب، سيواصل الاتحاد الأوروبي دعمه للاجئين السوريين”.
من جانب آخر، قالت سانك أوزتورك، وهي مديرة منظمة (كاداف) التركية التي تُعنى بشؤون النساء السوريات اللاجئات، في تصريح لـ (جيرون): “إن هذا المشروع سيساهم بشكل إيجابي في دعم النساء اللواتي يتولين رعاية أسرهن بمفردهن، وسيساهم في الحد من أساليب (التكيف السلبي) مع البيئة المحيطة، كزواج القاصرات، حيث تلجأ العديد من النساء إلى تزويج بناتهن، للتخلص من أعبائهن المادية”، لافتةً إلى أن “مسألة توفير سبل العيش ما زالت شائكة، لدى شريحة واسعة من النساء لا سيما الفاقدات المعيل”.
يُشار إلى أن السوريين احتلوا المرتبة الثانية بعدد الشركات المنشأة في تركيا، خلال النصف الأول من عام 2018. وتتوزع هذه الشركات في عدة ولايات، أولها إسطنبول ثم بورصة وأنقرة وإزمير وغازي عنتاب وأنطاليا وهاتاي ومرسين.