سلايدرقضايا المجتمع

هل تعيد الحكومة الألمانية اللاجئين المؤيدين للأسد إلى سورية!

دعا يواخيم هيرمن، وزير داخلية ولاية بايرن الألمانية، إلى ضرورة التفريق بين اللاجئين السوريين المؤيدين لنظام الأسد، واللاجئين السوريين المهددين فعلًا من هذا النظام.

قال هيرمن، في مقابلة تلفزيونية: “أدعو مكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، إلى التفريق بين اللاجئين السوريين المؤيّدين للأسد، وبين المهدَّدين من قِبل نظامه، في حال ترحيلهم”، مشيرًا إلى أنه “لا يمكن توقّع تعرّض مناصري الأسد للتعذيب، في المناطق التي يحكمها”.

أثارت تصريحات الوزير الألماني جدلًا واسعًا بين السوريين والناشطين الحقوقيين؛ بين مؤيد لهذه الخطوة إن حصلت، باعتبار أن لا حجة للذين يؤيدون الأسد للبقاء في ألمانيا وتلقّي مساعدات اللجوء؛ لأنهم يستطيعون العودة إلى سورية والعيش تحت حكم الأسد، وبين من عارض هذه التصريحات، باعتبار أن الجميع حاصل على حقّ اللجوء القانوني، ولا يجوز ترحيل “لاجئ” إلى بلدٍ يشهد حربًا وغير مستقر.

جاءت تصريحات هيرمن، في أثناء اجتماع وزراء الداخلية في الولايات الألمانية، الذين اختتموا أعمال مؤتمرهم السنوي الأسبوع الماضي، بإقرارهم تمديد العمل بقرار منع ترحيل السوريين المرفوضة طلبات لجوئهم، أو المدانين من قبل المحاكم الألمانية، أو المصنفين خطرين من قِبل جهات أمنية، إلى سورية لمدة ستة أشهر أخرى، تنتهي في حزيران/ يونيو 2019″، بحسب ما نقلت (دويتشه فيله) الألمانية.

استند قرار وزارء الداخلية إلى تقرير وزارة الخارجية الألمانية الذي صدر قبل أسابيع، وجاء فيه أن “الصراع العسكري في سورية ما زال مستمرًا في بعض المناطق، كما أن العائدين يواجهون خطر الاعتقال التعسفي والتعذيب”.

وكان عشرات السوريين الموالين لنظام الأسد قد نظموا، الأحد الماضي، تظاهرة داعمة لنظام الأسد في مدينة برلين، وقد استنكر عدد من الناشطين السوريين في ألمانيا سماحَ السلطات الألمانية لأولئك الموالين بتأييد نظام قمعي كنظام الأسد، حيث كتب الناشط السوري وائل الخالدي، في صفحته على (فيسبوك): “إلى السلطات الألمانية، من غير المعقول الاحتفاظ باللاجئين المؤيدين للأسد في ألمانيا بصفة لاجئ أو حماية خاصة، وهم يتظاهرون ويستغلون الديمقراطية الغربية، من أجل تأييد السفاح الدكتاتور، وطالما أنهم مؤيدون لنظام الأسد، ويتظاهرون لأجله؛ فلماذا لا تعيدونهم إلى نظام الأسد، فهؤلاء فقط يسرقون حقوق دافع الضرائب الألماني، ويعطونها لنظام الأسد”.

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10156633503740155&set=a.10150685116320155&type=3&theater

المحامي ميشيل شماس أوضح في تصريح لـ (جيرون) أن “من بين اللاجئين السوريين من ادعى إبّان تقدمه لطلب اللجوء أنه هارب من خطر التنظيمات الإسلامية، بسبب مواقفه المؤيدة لبشار الأسد، وبالتالي اليوم بعد زوال خطر هذه التنظيمات وسيطرة قوات الأسد على عدة مناطق؛ يمكن للحكومة الألمانية أن تعيد هؤلاء إلى سورية، لأن سبب لجوئهم قد انتفى”.

أضاف شماس: “من حيث المبدأ، اللاجئ هو من هرب من بلده لظروف وأسباب حددها القانون الدولي، ولكن في سورية هناك خصوصية معينة، حتى بالنسبة إلى المؤيدين هناك خطرٌ عليهم، إن عادوا، لأن الأسد سيستفيد منهم في مسألة التجنيد الإجباري، ليكونوا وقودًا لحربه ضد السوريين”.

أوضح شماس أن “مهلة العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى بلدهم، مع أخذ تعويض مادي، ستنتهي نهاية عام 2018 الحالي، وهذا يعني أن الحكومة قد تلجأ إلى إجبار بعض السوريين على العودة، وعلى الرغم من ذلك، الإجراءات معقدة ويمكن للاجئين الطعن فيها، وخاصة أن قرارات ترحيل اللاجئين الأفغان والعراقيين لم تنفذ بشكل كامل بعدُ، لذلك فإن الأمر قد يأخذ كثيرًا من الوقت”.

على الصعيد ذاته، تواردت أخبار، خلال الشهرين الماضيين، عن عرض روسي للحكومة الألمانية تضمّن المشاركة في إعادة إعمار سورية مقابل عودة اللاجئين، وذلك بعد تصريحات روسية عن خطة تعمل عليها لإعادة مليون و700 ألف سوري من اللاجئين، إلى مناطق سيطرة النظام، ولكن الاتحاد الأوروبي رفض العرض لاحقًا، واقتصرت الخطة الروسية على اللاجئين في لبنان والأردن.

يذكر أن ألمانيا استقبلت منذ عام 2013 حتى 2017، نحو نصف مليون لاجئ سوري، معظمهم وصلوا إليها بطرق غير شرعية، عبر البحر قادمين من تركيا وشمال أفريقيا، حيث استقبلتهم في (كامبات) خاصة، وخضعوا لدورات تأهيل واندماج تتضمن تعليمهم اللغة الألمانية، ومنحهم إقامة اللجوء، ثم بدأ ينخرط كثير منهم في سوق العمل، في مختلف المدن الألمانية.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق