تحقيقات وتقارير سياسيةسلايدر

وفاة المعارض والمناضل السوري عبد الله هوشة وعشرات الكتاب والمعارضين ينعونه

توفي، ظهر اليوم السبت، الكاتب والمعارض السوري عبد الله هوشة، في مدينة اللاذقية السورية، بعد معاناة مرض عضال، وبعد مسيرة طويلة من النضال في مواجهة الاستبداد، والدعوة للتغيير الديمقراطي في سورية.

وُلد هوشة عام 1940 في جزيرة أرواد على الساحل السوري، درس المكتبات والتوثيق في العاصمة المصرية القاهرة، كان مديرًا للمركز الثقافي في اللاذقية وموظفًا في مديرية الثقافة في اللاذقية حتى 1980، بدأ العمل السياسي في ستينيات القرن الماضي، عبر الانضمام إلى الحزب الشيوعي السوري، وكان مقربًا من المفكر السوري إلياس مرقص. وانشق مع رياض الترك وآخرين عن الحزب الشيوعي عام 1972، وأعلنوا تشكيل الحزب الشيوعي – المكتب السياسي؛ وذلك بسبب مواقف الحزب المؤيدة لانقلاب حافظ الأسد، ومطالبتهم بالاستقلالية عن الاتحاد السوفياتي والانفتاح على القضايا العربية.

لوحق هوشة من قبل نظام حافظ الأسد عام 1980 مع معظم كوادر المكتب السياسي (الذي اعتُقل أمينه العام المعارض السوري رياض الترك)، وتوارى عن الأنظار حتى عام 2001، حيث ساهم في قيادة الحزب، كان عضوًا قياديًا في (التجمع الوطني الديمقراطي) المعارض لنظام الأسد الأب الذي تأسس عام 1979.

وعمل مع بعض كوادر الحزب على عقد المؤتمر السادس عام 2005، الذي أقر تعديل اسم الحزب إلى (حزب الشعب الديمقراطي السوري) وانتخب هوشة أمينًا أولًا له لمدة 3 سنوات، ثم عضوًا في لجنته المركزية. ودعَم الثورةَ السورية منذ انطلاقتها عام 2011، كما ساهم في كتابة عشرات الأبحاث والمقالات التي تدعو إلى التغيير الديمقراطي واعتماد النظم الديمقراطية ومبادئ المواطنة في سورية المستقبل.

نعت الهيئة القيادية في (حزب الشعب الديمقراطي السوري) هوشة، ببيان أصدرته ظهر اليوم، قالت فيه: “ننعي للسوريين جميعًا، ولكل أحرار العالم، الرفيق عبد الله يوسف هوشة، الأمين الأول السابق للحزب، الذي رحل صباح اليوم الثامن من كانون الأول 2018، قبل يومين من ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. تلك الحقوق التي قضى سنوات عمره يناضل من أجلها، ومن أجل حرية بلاده وديمقراطيتها، وخلاصها من الاستبداد المديد المقيت”.

أضاف البيان: “لقد كانت الثورة السورية حلمه وطريقه الذي لم يبتعد عنه يومًا، وبقي في مدينته التي كان يعشقها عشقه لسورية الحبيبة، ليعمل في ظروف قاسية كي تذهب الثورة إلى مآلاتها نحو الحرية والكرامة. عزاؤنا لولده يوسف وابنته ريم، ولأهله وعائلته وأصدقائه الأقربين الذين رافقوه حتى نهايات دربه”.

من جانب آخر، نعى عدد من الكتاب والمعارضين السوريين عبد الله هوشة، حيث كتب المعارض السوري جورج صبرة: “مفاجأة صادمة لدرجة الألم، أن نتلقى هذا الصباح خبر انتقال الرفيق عبد الله هوشة إلى رحمته تعالى، الرفيق أبو يوسف رفيق الأيام الصعبة في سنوات الملاحقة والتخفي، وكان كبير فرسان تلك المرحلة الصعبة وصانعي النجاح في تجاوزها”.

أضاف صبرة، على صفحته في (فيسبوك): “وداعًا، أبا يوسف الحبيب، شريك مواجهة الزمن الأسود بالحلم الجميل والإرادة الصلبة. سنذكرك كثيرًا في غيابك، وخاصة في زمن الأيام البيضاء التي تعدنا بها الثورة، ستكون مع المنتصرين والمحتفلين بسورية الوطنية الديمقراطية، مؤلم أن لا نكون في وداعك، لكنك لن تبرح ذاكرتنا”.

وتحدث الباحث في (مركز حرمون للدراسات المعاصرة) عبد الله تركماني  إلى (جيرون)، عن رحيل هوشة: “الأستاذ هوشة خسارة كبيرة للسوريين، وهو يُعدّ من أهمّ المعارضين السوريين، وتاريخه حافل بالعمل النضالي منذ ستينيات القرن الماضي، ومعرفتي به قديمة، وكنت على تواصل دائم معه، آخر حديث لي معه كان الأسبوع الماضي، حيث كانت حالته الصحية سيئة، وبخاصة بعد رحيل زوجته قبل شهرين”.

الدكتور محمود الحمزة، أكاديمي سوري مقيم في موسكو، خبير في الشأن الروسي

الدكتور محمود الحمزة، الباحث والمعارض السوري، كتب من موسكو: “خبر مؤلم جدًا رحيلُ الرفيق الطيب والإنسان ذي التاريخ النضالي الحافل، الذي كافح طيلة عمره من أجل حرية الشعب السوري وكرامته. لم أعرفه عن قرب، ولكنني عرفته من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي، ومن خلال (سكايب) وقد أحببته وكنت أصغي لكلامه بكل اهتمام، لقد كان رجلًا خبيرًا بالسياسة والعمل السياسي والحزبي، ولديه حكمة ورؤية متزنة وناضجة جدًا”.

يذكر أن (حزب الشعب الديمقراطي) تعرّض لمضايقات كبيرة من قبل النظام السوري، بعد اعتقال فائق المير 2012، واعتقال وملاحقة عشرات من كوارده، ما دفع رياض الترك، أحد مؤسسي الحزب وأبرز قياديه، إلى الخروج من سورية قبل عدة أشهر إلى فرنسا، بعد اختفائه مدة 6 سنوات داخل سورية، بسبب ملاحقة النظام الأمنية له.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق