أقام (صالون الجولان) في مركز حرمون للدراسات المعاصرة، يوم أمس السبت، الثامن من الشهر الجاري، أمسية فنية لذكرى ياسمينات سورية وفلسطين الراحلات: (ريم بنا، ميّ سكاف، وفدوى سليمان) بمشاركة الفنان السوري سميح شقير عبر (سكايب)، والفنانة الفلسطينية تيريز سليمان، والفنان السوري مضاء المغربي، والشاعر ياسر خنجر.
افتتح الأمسيةَ فوزي أبو صالح بكلمة (صالون الجولان) التي جاء فيها “نُكرّم ثلاث شخصيات، كانت مميزة في مجتمعنا العربي، في سورية والداخل الفلسطيني، مميزة في مواقفها وتضحياتها، خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها مجتمعاتنا، التي تحاول أن تعيش على أرضها بحرية وكرامة، وتنتزع حقوقها من مغتصبيها الذين يستهينون بمصالح الناس وكراماتهم ويجيرونها لمصالحهم الخاصة، ما ميز فدوى وميّ وريم أنّهن جسدن مثالًا وقدوة للإنسان المكافح، الذي تحمل كل الصعاب، لتجسيد قناعاته قولًا وعملًا، وأنه مستعد لبذل كل جهد يستطيعه ليساهم مع مجتمعه في النضال لتحصيل حقوقه، وأن يعيش موفور الكرامة أسوة بكل المجتمعات البشرية”.
وألقت إملي المرعي أبو جبل قصيدتين في أمسية التكريم، وبكلمات نقية وصوت جميل بدأت الفنانة تيريز سليمان الأمسية الفنية لترحل بالحضور إلى وجع المقتلة السورية والنكبة الفلسطينية؛ حيث غنّت للفرح والحزن والحب والأمل الذي تركته ريم بنّا وفدوى سليمان ومي سكاف، وكوكبة الراحلات والراحلين لتعلو أصوات الحرية التي لا تتجزأ في الأوطان المجروحة قهرًا وظلمًا واستبدادًا.
من رياض الشعر المسكون بالذكريات، تألق الشاعر ياسر خنجر بقصائده الشعرية المرهفة، في مناجاة الحلم والأمل، وقدمها كسمفونية امتزجت مع الأغاني الملتزمة التي أبدع فيها الفنان مضاء المغربي والفنانة تيريز سليمان، في استحضار ذكرى من رَحلوا، وإحياء أحلام من ينتظر الرحيل بعد، وفي ثنايا هذا الحفل استعادت الأغنية والقصيدة مكانتهما، ووصلتا إلى عمق المشاعر الإنسانية.
من فرنسا، على الرغم من بُعد المسافات، والوجع الشخصي بفقدانه ثلاثًا من صديقاته الراحلات، شارك الفنان سميح شقير وداعب بأنامله أوتار العود، وجاد بدفء الكلمات بأغنيات تمنح فرصةً للإبحار بعيدًا، واستعاد الذاكرة والوجدان اللذين يحاول هذا الواقع العربي الرديء تلطيخهما بالنسيان.
تعليق واحد