سلايدرقضايا المجتمع

تفاقم معاناة مهجّري اليرموك وبلدات جنوب دمشق إلى مخيّم دير بلوط

منظمة حقوقية: أكثر من 100 إصابة بداء "اللشمانيا" وسط انعدام العلاج

قالت منظمة (سوريون من أجل الحقيقة والعدالة) الحقوقية إن هناك أكثر من مئة إصابة بداء “اللشمانيا” الجلدي في مخيّم دير بلوط، الواقع في ناحية جنديرس بمنطقة عفرين بمحافظة حلب شمال سورية، وسط انعدام العلاج ضمن المخيّم وعدم اتّخاذ إجراءات وقائية للحدّ من انتشار المرض.

ونقلت المنظمة، الأحد 9 الشهر الحالي، عن طبيب في مخيّم دير بلوط، فضل عدم كشف اسمه، قوله: إنّ “علاج الحبوب الناجمة عن الإصابة بالمرض غير متوفر ضمن المخيّم، كونه من الأدوية النوعية وهو (البنتوستام)”. وأضاف الطبيب: “يمكن للحبوب الناتجة عن الإصابة باللشمانيا الشفاء من دون علاج بعد سنة، ولكنها تترك تشوهًا وندوبًا مكانها، كما تكون خلال هذه الفترة عرضة للتقرح والالتهاب”. مشيرًا إلى أنّ “العلاج غير متوفر في المخيّم، ومن يريد أن يتعالج عليه الذهاب إلى محافظة إدلب، وتبلغ كلفة الجرعة العلاجية الواحدة من 5 إلى 10 آلاف ليرة سورية لكلّ جلسة (أي ما بين 10 و20 دولار)، وهو مبلغ يفوق قدرة النازحين في المخيّم”.

(مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية) الحقوقية الفلسطينية قالت إنّ باحثًا ميدانيًا تابعًا لمنظمة (سوريون من أجل الحقيقة والعدالة) التقى بمصابين في المخيّم، منهم “أم محمد” التي تحاول علاج طفلها، وقالت: “أنا لا أملك أجرة المواصلات كي أصل إلى محافظة إدلب لعلاج ابني، فما بالك بكلفة العلاج نفسه”.

تعتبر “اللشمانيا” مرضًا طفيلي المنشأ ينتقل عن طريق قرصة ذبابة الرمل، وتنقل هذه الذبابة طفيلي “اللشمانيا” عن طريق مصه من دم المصاب (إنسان أو حيوان كالكلاب والقوارض)، ثم تنقله إلى دم الشخص التالي فينتقل إليه المرض، وقد يصيب الأطفال ويسبب الوفاة؛ إذا لم يتم علاجه في مراحله الأولى، وينتشر المرض في الأماكن التي تغيب فيها الشروط الصحية.

وعن أوضاع المخيّم الصحية، أشارت المنظمة الحقوقية السورية إلى أنّ برك المياه الصغيرة والمستنقعات تنتشر في محيط المخيّم، كما أنّ قربه من النهر ووجود حفر فنية فيه يساهمان بشكل كبير في انتشار الحشرة المسببة لمرض “اللشمانيا”، ويضاف إلى ذلك عدم رش المبيدات الحشرية أو اتّخاذ إجراءات وقائية، كردم المستنقعات التي تسبب تجمع الحشرات.

  • دعم إنساني للتخفيف من معاناة (600) عائلة

إلى ذلك، وزعت جمعية (آفاد) التركية ملابس شتوية على الأطفال المهجّرين في مخيّمي دير البلوط والمحمدية، في ناحية جنديرس بريف عفرين شمال سورية، وذلك للتخفيف من معاناتهم ومد يد العون والمساعدة لهم.

من جهة ثانية، بدأت (هيئة فلسطينيي سورية للإغاثة والتنمية)، توزيع المحروقات على العائلات المهجرة في مخيّم دير بلوط، في ظلّ أوضاع إنسانية صعبة وبرد قارس، وذلك ضمن حملة (كن دفئًا لهم) لعام 2018-2019، وحصلت كلّ عائلة على ما يقارب 20 ليترًا من مادة المازوت.

جدير بالذكر أنّ نحو 600 عائلة، منهم ما يقارب 300 عائلة فلسطينية، يعيشون في مخيّم دير بلوط، ومعظم العائلات الفلسطينية هجرها قسرًا نظام الأسد إلى هذا المخيّم، من مخيّم اليرموك وبلدات (يلدا وببيلا وبيت سحم) الواقعة جنوبي دمشق.

وتؤكد منظمات سورية وفلسطينية حقوقية وناشطة في مجال الإغاثة والتنمية أنّ مئات العائلات من النازحين السوريين والفلسطينيين تعيش أوضاعًا إنسانية مزرية، نتيجة ضعف الخدمات الأساسية والمعيشية. ويواجه النازحون في مخيّم دير بلوط ظروفًا قاسية حيث تتحوّل خيامهم البالية والمهترئة إلى مستنقعات بسبب الأمطار الغزيرة. وتصف هذه المنظمات أوضاعهم في المخيّم بـ “الكارثة الإنسانية”.

وكانت (الجمعية التركية للتضامن مع فلسطين – فيدار) عرضت نهاية الشهر المنصرم، أوضاع النازحين من اللاجئين الفلسطينيين للشمال السوري، في اللقاء الذي دعا إليه والي إسطنبول لمناقشة أوضاع اللاجئين في تركيا يوم 28 تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم، في مقر الوالي بمدينة إسطنبول.

مصادر إعلامية فلسطينية قالت إنه تمّ استعراض أوضاع الفلسطينيين المهجّرين قسرًا إلى مخيّم دير بلوط، وما يعانون من مآسي نتيجة افتقار المخيّم إلى أبسط مقومات الحياة في ظلّ فصل الشتاء القاسي، والعيش في الخيام الذي انعكس سلبًا على حياة النازحين هناك.

وقد وعد نائب والي إسطنبول ياشار اكسان يار، وفد (فيدار) بالتحرك العاجل للتخفيف من معاناة مهجّري دير بلوط. وطرح الوفد خلال اللقاء المشاكل التي تواجه اللاجئين الفلسطينيين في تركيا المتعلقة بحملة الوثائق، وضرورة تنظيم أوضاع حامليها فيما يتعلق بالإقامة وإذن العمل والتعليم والصحة.

ونفذ مهجّرون فلسطينيون إلى مخيّم دير بلوط اعتصامًا الشهر الماضي، تواصل نحو ثلاثين يومًا على التوالي، احتجاجًا على أوضاعهم المعيشية المزرية، مطالبين منظمات حقوق الإنسان، ووكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ورئاسة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية في رام الله، وكافة الفصائل الفلسطينية، بتحمل مسؤولياتها تجاههم والعمل للحدّ من معاناتهم وتقديم يد العون والمساعدة لهم في ظلّ الظروف الإنسانية الصعبة التي يعانونها.

يُشار إلى أنّ مخيّم دير بلوط هو ملحق بمخيّم المحمدية الرئيسي الذي أنشأته جمعية (آفاد) التركية، ويحوي المخيّمان قرابة (1100) خيمة، وتمّ تزويد المخيّمين بمطابخ متنقلة تقدم وجبات الطعام بشكل يومي. وتساهم (منظمة الهلال الأحمر التركي) إلى جانب (آفاد) في تزويد المهجّرين في المخيّمين بالحصص الإغاثية والخدمات الطبية.

  • مخيّم حندرات بحلب.. أوضاع معيشية مزرية

في سياق متصل، قالت (مجموعة العمل) الحقوقية الفلسطينية، مقرها لندن، إنّ عددًا من العائلات الفلسطينية في مخيّم حندرات للاجئين الفلسطينيين في حلب، يعيشون أوضاعًا معيشية مزرية، بسبب عدم تأمين الخدمات الأساسية وتأهيل البنى التحتية في المخيّم، حيث يعاني سكانه العائدون إليه عدم توفر الماء والكهرباء، وانعدام خدمات التعليم والصحة، مما انعكس سلبًا عليهم وجعل الكثير من سكانه النازحين عنه يترددون بالعودة إليه.

وكان مراسل (المجموعة) قد أكّد في وقت سابق، عودة عشرات العائلات إلى مخيّم حندرات، على الرغم من دمار أكثر من 90 بالمئة من المخيّم دمارًا كليًا في بعض الأحياء وجزئيًا في بعضها الآخر، بسبب قصف قوّات نظام الأسد الذي تعرضت له في السنوات الخمس الأخيرة. ونبه المصدر إلى أنّ أبناء المخيّم كانوا قد هجّروا من منازلهم، في 27/ 04/ 2013 إثر تعرضه لقصف جيش النظام الأسدي، بسبب سيطرة قوّات من المعارضة المسلحة على المخيّم.

من ناحية ثانية، وزعت وكالة الغوث (أونروا) مساعداتها على القاطنين في مخيّم حندرات، وشملت المساعدات مواد غذائية وصحية وفرش، الأمر الذي لاقى ترحيبًا بين الأهالي، في ظلّ الدمار والأوضاع المعيشية والخدمية الصعبة، بسبب ضعف الموارد المالية وانتشار البطالة وغلاء الأسعار.

ويقع مخيّم حندرات للاجئين الفلسطينيين أو مخيّم (عين التل) شمال شرق هضبة حلب، على الطريق المؤدي إلى المسارب المتّجهة نحو تركيا، وعلى مرتفع صخري، وعلى مسافة ثلاثة عشر كيلومترًا عن وسط المدينة.

وتؤكد مصادر الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب في سورية، أنّ عدد سكان مخيّم حندرات كان ما يقارب 8000 لاجئ فلسطيني، ويشير ناشطون إلى عودة ما يقارب 175 عائلة، بعد تعرض المخيّم لحملات قصف عنيفة على يد قوّات الأسد.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق