تحقيقات وتقارير سياسيةسلايدر

ندوة حوارية لعبد الوهاب بدرخان حول المستجدات في الملف السوري

بدعوة من وحدة دراسة السياسات في (مركز حرمون للدراسات المعاصرة) و(شبكة جيرون الإعلامية) عُقدت مساء أمس الاثنين، في مقر مركز (حرمون) في مدينة إسطنبول التركية، ندوة حوارية مفتوحة مع الكاتب والإعلامي عبد الوهاب بدرخان، تناولت المستجدات السياسية في الملف السوري.

قدم بدرخان في بداية الندوة إضاءات على الواقع السياسي الذي تعيشه سورية، من حيث موقف النظام بعد 8 سنوات من الثورة، ووضع المعارضة السورية، والدور العربي والتركي والروسي والإيراني والأميركي في سورية، في المجال السياسي والعسكري، ومستقبل المفاوضات السياسية، وملف إعادة الإعمار واللجنة الدستورية.

قال بدرخان مصورًا انطباعاته عن الندوة، في حديث إلى (جيرون): “كانت مناسبة جيدة أن ألتقي السوريين وأسمع آراءهم ويسمعوا رأيي، وهي فرصة جيدة للحوار والنقاش، وأشجع مركز (حرمون) للدراسات وشبكة (جيرون) الإعلامية على مواصلة هذه اللقاءات، لتشجيع الحوار السوري السوري، لأن السوريين أمضوا عقودًا من الزمن من دون حوار. بالنسبة إلي كانت الندوة فرصة جيدة للقاء أناس مثلي يعانون هذه الأزمة”.

أكد بدرخان خلال الندوة أن النظام، بعد انتهاء المعارك في سورية، بدأ يواجه مطالب المدنيين في مناطق سيطرته بضرورة توفير الخدمات؛ وهذا الأمر يضعه في حالة ضعف ويكشف حقيقته، فيما تعاني المعارضة من وضع مرير، على الرغم من حصولها على الاعتراف الدولي. وشبّه بدرخان حال المعارضة السورية بوضع السلطة الفلسطينية سابقًا.

حول الدور العربي الجديد في القضية السورية، قال بدرخان: “لا أرى أن زيارة البشير ستحمل أي جديد؛ لأنه رسول غير ناجح، وهو يعيش أزمة مشابهة لأزمة الأسد”، مضيفًا: “الدور العربي لم يكن واضح الهدف في سورية”، أما عن الدور الإيراني فقال: “أعتقد أن إيران تخشى أن تُضطر إلى سحب ذراعها العسكرية من سورية، إذا تم التوافق الدولي”.

بالنسبة إلى الموقف الروسي، أكد بدرخان أن “الروس لا يمتلكون تصورًا محددًا لخصوصية الوضع السوري، ويؤمنون أن الأسد ليس ورقة قوية للتفاوض، لذلك ينتظرون ثمنًا للتصحية به”، وبالنسبة إلى الدور الأميركي في سورية، رأى أن “الولايات المتحدة تبحث عن مصالحها، وهي حاليًا شمال شرق سورية”، وأن “الدور الأميركي يعزز فكرة التقسيم”.

عن الدور التركي، قال بدرخان: “تركيا تريد مصالحها، وعلاقتها بروسيا مبنية على الحذر الشديد”، ورأى أن “روسيا استنفدت خياراتها، في ما يتعلق بمحادثات سوتشي وأستانا”، وأكد أن “حلّ معضلة اللجنة الدستورية لن يكون مفتاحًا للحل؛ لأن الروس لا يريدون الانتقال السياسي، وما زالوا يصرون على دعوتهم الأولى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها المعارضة بقيادة الأسد”.

في سياق الحديث عن الندوة، قال المحلل العسكري العميد أحمد رحال، في حديث إلى (جيرون): “اليوم، كل السوريين يسألون عن سبُل الحل، ولذلك كان هذا اللقاء ضروريًا للاطلاع على آراء الآخرين. كلنا بحاجة إلى سماع أفكار وتصورات تضيء لنا الطريق، يجب علينا -السوريين- أن نسمع كثيرًا، ونعطي أفكارًا جديدة، ونجتمع بهدف حماية مصالحنا”.

المعارض السوري سمير نشّار أكد لـ (جيرون) أهمية هذه الندوة، وقال: “هناك ضرورة ملحة لعقد محاضرات وندوات كهذي، والتطرق بعمق للمأزق الذي تعانيه الثورة السورية. آن الآوان لطرح الخيارات المتاحة أمام المعارضة، كي تعرف كيف تتعامل مع الأحداث، وهناك حاجة إلى بلورة خيارات جديدة ودراستها بواقعية واكتساب الأدوات التي ترتكز إليها”.

شهدت الندوة مداخلات وأسئلة قدمها الحضور، تمحورت حول الملفات التي طرحها بدرخان، وخاصة في ما يتعلق بالموقف التركي والروسي، ووضع المعارضة السورية، وأفق الحل السوري المستقبلي، وتنوعت المشاركات بين شخصيات سياسية سورية وعربية ومحللين عسكريين وصحافيين وباحثين في مراكز دراسات ومشاركين شباب.

الصحافي السوري مصعب الحمادي رأى، في حديث إلى (جيرون)، أن السوريين “وصلوا إلى مرحلة عدم فهم ما يحدث في بلدهم، لذلك كانت فرصة اليوم بحضور أستاذ رزين مثل عبد الوهاب بدرخان بوصفه كاتب عمود رصين يقرأ له ملايين العرب وخاصة السوريين، هي فرصة لفهم ما يحصل بشكل قريب”.

من جانب آخر، قال أسامة آغي، الباحث في (مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا) في حديث إلى (جيرون): “كانت الندوة محاولة جادة لقراءة المشهد السياسي السوري، ولكن هذه المحاولة لم تتمكن من تقديم إجابات نهائية حول المسائل الشائكة، بسبب أن مواقف القوى الدولية المتحكمة لم تصل إلى المرحلة النهائية بعد”.

عبد الوهاب بدرخان كاتب صحافي مخضرم، ينحدر من لبنان ويقيم في لندن، وعمل سنين طويلة في جريدة (النهار) ثم (الحياة)، وله مقالات رأي أسبوعية في الصحافة العربية، يتناول في معظمها تطورات الأحداث في سورية، ويعرف عنه مناصرته الثورة السورية منذ انطلاقها، وهو أحد أعضاء الهيئة الاستشارية في (شبكة جيرون الإعلامية).

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق