تسعى الأمم المتحدة حاليًا للحصول على موافقة مستعجلة لإرسال قافلة مساعدات إلى مخيم الركبان للاجئين السوريين، لمعالجة أزمة إنسانية من المرجح أن تزداد سوءًا في أشهر الشتاء القادمة. روسيا ونظام بشار الأسد يضعان العقبات في طريق توصيل المساعدات، وهو تكتيك يهدف إلى الضغط على القاعدة العسكرية الأميركية القريبة في التنف.
تقع قاعدة التنف بالقرب من الطريق السريع الاستراتيجي بغداد-دمشق، حيث تكون مانعًا لإيران ووكلائها من نقل القوات والأسلحة إلى سورية وحزب الله على هذا الطريق. لحماية التنف، أنشأت الولايات المتحدة منطقة لخفض التصعيد على عمق 55 كم حول القاعدة. وقد حاول وكلاء إيران والنظام الأسد شنّ عدة هجمات في هذه المنطقة، لاختبار قدرة الولايات المتحدة هناك.
يقع مخيم الركبان في منطقة خفض التصعيد للولايات المتحدة، على بعد 20 كم من جنوب قاعدة التنف، ويتاخم الحدود الأردنية. ويقطن فيه ما يقارب 50 ألف لاجئ سوري.
تخطئ روسيا ونظام الأسد في لوم الولايات المتحدة على الأزمة في الركبان. ادعى الجنرال الروسي ميخائيل مزنلسيف أن “الولايات المتحدة إذا تركت قاعدة النتف، فإن ذلك سوف يؤدي تلقائيًا إلى حل الأزمة في الركبان وإعادة المقيمين فيه إلى ديارهم”. وقال الجنرال فلاديمير سافشينكو: “الولايات المتحدة هي التي منعت مؤسسات الحكومة السورية والمنظمات الإنسانية من دخول المنطقة التي تبلغ 55 كم حول قاعدتها”.
في الحقيقة، دمشق هي التي أعاقت عمل الأمم المتحدة، من أيلول/ سبتمبر 2017 إلى صيف عام 2018، حيث سعت [الأمم المتحدة] للحصول على إذن لتقديم المساعدات، كما أن قاعدة التنف لا تمنع النازحين من العودة إلى ديارهم.
رفض الجنرال ميزنتسيف أيضًا ادعاء الولايات المتحدة بأن وجودها في التنف ييسر العمليات ضد الدولة الإسلامية، مدعيًا أنه “لا توجد مجموعات لتنظيم الدولة الإسلامية في جنوب سورية”. في وقت أفاد فيه الجيش الأميركي عن أسرِه 30 من مقاتلي الدولة الإسلامية في محيط التنف، في تموز/ يوليو وآب/ أغسطس 2018.
وصلت آخر قافلة لتسليم المعونات إلى الركبان، في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر، بعد عدة أشهر من توقف الشحنات. وصلت قافلة تابعة للأمم المتحدة تضم 78 شاحنة إلى الركبان محملة بالأغذية والإمدادات المتعلقة بالصحة والنظافة والصرف الصحي. إلا أن القافلة لم تقدم المعونات سوى مدة شهر واحد فقط. بعد السماح لها بتوصيل المساعدات في كانون الثاني/ يناير 2018، كما لم تفتح الأردن حدودها بالقرب من الركبان.
خلال ستة أيام من الأيام الثمانية الأخيرة، لم يتلق مخيم الركبان المياه من خط الأنابيب الذي أنشأته الأردن. في حين يقال إن السبب هو عطل في المعدات في الأردن، وهذا يزيد من حجم الأزمة. وقد استمر عطل الأنابيب في مرة سابقة 15 يومًا.
قال مسؤول كبير في الأمم المتحدة للصحفيين إن المنظمة تسعى للحصول على جميع الأذون اللازمة لإرسال قافلة أخرى قريبًا. وقد أشار إلى روسيا تحديدًا في طرح الأسئلة حول الترتيبات.
إذا أوقفت روسيا أو نظام الأسد القافلة، فعلى الولايات المتحدة أن تعمل على تخفيف الأزمة الإنسانية في الركبان، من خلال السماح للجيش الأميركي بتقديم المساعدات، حيث لديها القدرة على القيام بهذا، وذلك بعد موافقة من وزارة الخارجية. يملك الجيش الأميركي ميزانية للمساعدات الإنسانية تحت تصرفه لاستخدامها في مناطق النزاع مثل هذه. يمكن توزيع المساعدات داخل المخيم من قبل القوات الأميركية والقوات المحلية الشريكة، ومن ضمنها جيش مغاوير الثورة.
في وقت تسبب البعض الآخر في الأزمة وتفاقمها، فإن حلّها سوف يساعد على نزع فتيل التهديد الروسي والسوري على قاعدة التنف، وعلى وجود الولايات المتحدة وحلفائها على الأرض، باعتبارها مصدرًا للمساعدات الإنسانية يمكن الاعتماد عليه، وهي جزء مهمّ من إرساء حسن النية والاستقرار في المنطقة المحيطة بالتنف.
العنوان الأصلي للمادة | Syria’s Rukban Refugee Camp: U.S. Strategic and Humanitarian Interests |
الكاتب | Toby Dershowitz، Dan Katz |
المصدر | مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية 14 كانون الأول/ ديسمبر 2018 |
الرابط | https://www.fdd.org/analysis/2018/12/14/syrias-rukban-refugee-camp-u-s-strategic-and-humanitarian-interests/ |
المترجم | وحدة الترجمة والتعريب في مركز حرمون/ محمد شمدين |