عقد (مجلس القبائل والعشائر السورية) أمس الجمعة، مؤتمرَه التأسيسي الأول في قرية (سجو)، قرب مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي، وذلك بمشاركة فعاليات سياسية وعسكرية وعشائرية، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني والمجالس المحلية في ريف حلب الشمالي.
ضم المجلس الذي أُعلن عن إطلاقه رسميًا أمس الجمعة، ممثلين عن 125 قبيلة وعشيرة عربية وتركمانية وكردية، وشارك في المؤتمر عبد الرحمن مصطفى رئيس (الائتلاف الوطني السوري) المعارض، وجاء المجلس -بحسب القائمين عليه- استمرارًا لجهود جمع شمل القبائل والعشائر، تحت راية وطنية واحدة، بحسب البيان الختامي الذي حصلت (جيرون) على نسخة منه.
قال المشاركون في المؤتمر في بيانهم: “نؤكد على ضرورة استعادة القبائل والعشائر السورية، مكانتها التاريخية والاعتبارية التي تستحقها، والتي سعى نظام الاستبداد، منذ انقلاب الثامن من آذار، إلى تهميشها وإضعافها وإبعادها عن الهم السياسي والشأن العام ودورها الحضاري في مسيرة أمتنا. ونشدد على مشاركة مجلس القبائل والعشائر في الحياة السياسية، والمساهمة في حلّ أزمة الاستبداد في بلادنا، ونقلها إلى الحياة الديمقراطية”.
https://www.youtube.com/watch?v=iz8LI5phYXw
أضاف البيان: “نعاهد الشعب السوري على الالتزام بثوابت الثورة، والعمل على إسقاط نظام الإجرام بكل رموزه وأشكاله، وتقديمهم إلى محاكمة عادلة، والإصرار على خروج كل القوى الإرهابية والميليشيات الطائفية من سورية، والرفض القطعي لعمليات التغيير الديموغرافي، وحملات التشييع الممنهج، كما ندعو إلى دحر الحركات الانفصالية، وعلى رأسها (وحدات حماية الشعب) والعمل على بناء جيش وطني قوي وموحد، وإعادة بناء الأجهزة الأمنية وكف أيديها عن رقاب الناس”.
تم الاتفاق، خلال المؤتمر، على أن يكون للمجلس ممثلون في الائتلاف، حيث أكد عبد الرحمن مصطفى، رئيس الائتلاف، على الدور المهم والإيجابي للعشائر، في تاريخ سورية، وفي الحفاظ على النسيج الاجتماعي السوري، مؤكدًا، في كلمته التي ألقاها في المؤتمر، أهمية “الدور الذي لعبته العشائر في محاربة تنظيم (داعش)، وكشف ومواجهة التنظيمات والميليشيات التي تعادي الشعب السوري”.
صحيفة (يني شفق) التركية قالت، في تعليق على المؤتمر: إن “القبائل والعشائر أعربت خلال المؤتمر عن دعمها للعملية التركية المرتقبة ضد منظمة (حزب العمال الكردستاني) وجناحه السوري (وحدات حماية الشعب) شرق الفرات”.
إلى ذلك، نقلت وكالة (الأناضول)، عن الشيخ رامي الدش المنتخب رئيسًا للمجلس، أن “المجلس سيبذل الجهود لإعادة سورية إلى طريقها الصحيح”، مضيفًا: “سورية وتركيا كانتا جسدًا واحدًا”، وشكر الدش الحكومة التركية لدعمها في “تأسيس هذا المجلس”.
يأتي مؤتمر العشائر في ريف حلب الشمالي، بعد التهديدات التركية بشن عملية عسكرية شرق الفرات، على غرار عمليتي (درع الفرات) في جرابلس، و(غصن الزيتون) في عفرين بريف حلب الشمالي، حيث تواردت أنباء عن مشاركة (الجيش الوطني) الذي يضم آلاف العناصر من أبناء المنطقة في هذه المعركة.
وأكد مصدرٌ حضر المؤتمر، لـ (جيرون)، أن المؤتمر “جاء تلبية لدعوات تركية، وبرعاية الائتلاف ودعم الفصائل في ريف حلب، من أجل دعم أي تحرك عسكري أو سياسي تركي، في منطقة شرق الفرات أو في منبج، ضد (قوات سوريا الديمقراطية)، رغم إعلان التأجيل المؤقت للعملية”.
من جانب آخر، عُقد اجتماع لما يسمى (مجلس عشائر منبج) في مدينة حلب، تحت رعاية النظام السوري، حيث أكد المجتمعون (الذين قال النظام إنهم زعماء عشائر في منبج) دعمَهم عودة النظام السوري إلى مدينة منبج، واستعدادهم لدعم أي تحرك لجيش النظام نحو المدينة، بعد الأنباء التي تواردت أمس عن حشد عسكري قرب منبج للنظام، كما عبر المجتمعون عن رفضهم دخول الجيش التركي إلى المدينة، داعين قيادة (قسد) إلى تسليم المدينة لجيش النظام.
https://www.facebook.com/100015931924062/videos/390678294806565/
في السياق ذاته، شهدت قرية (جرمز) إحدى ضواحي مدينة القامشلي، أمس الجمعة، اجتماعًا لما يسمى (مجلس القبائل والعشائر العربية في الحسكة) وذلك لمناقشة التهديدات التركية للمنطقة، والانسحاب الأميركي المفاجئ من المحافظة، وقال المجتمعون، في بيانهم ختامي: “إننا نهيب بالسياسيين الكرد إدراك حجم المؤامرة التي يخطط لها أردوغان وترامب، المتمثلة في إحلال التنظيمات الإرهابية بدل ما يسمى بـ (قوات سوريا الديمقراطية) وقد اتضحت المؤامرة، من خلال إعلان ترامب انسحاب القوات الأميركية من سورية، لتحلّ محلها القوات التركية وعملاؤها، وذلك بهدف خلط الأوراق وتعطيل الحل السياسي”.
أضاف البيان الذي تناقلته وسائل إعلام النظام: “إننا ندعو إلى الإسراع بالتوجه إلى دمشق عاصمة كل السوريين، ووضع أنفسهم، ومن في إمرتهم، تحت تصرف الدولة السورية وجيشها وقائدها الرئيس بشار الأسد”، بحسب قولهم.
على صعيد آخر، أكد عدد من شيوخ ووجهاء قبائل، في مدينة الطبقة بمحافظة الرقة، رفضَهم “التهديدات التركية بشن عملية عسكرية شرق الفرات ضد (قسد)”، وأنهم لن يسمحوا بأي “تدخل تركي” في محافظتهم، مجددين دعمهم “النهج الديمقراطي الذي تسير عليه (قسد)”، بحسب ما نقلت قناة (روناهي) التابعة لـ (وحدات حماية الشعب).
تأتي مؤتمرات وبيانات العشائر، على خلفية تسريبات عن مبادرة طرحها أحمد الجربا رئيس (تيار الغد) على الجانب الأميركي والتركي، لنشر قوات حرس حدود من أبناء العشائر العربية في الحسكة والرقة ودير الزور، على طول الحدود التركية شرق الفرات، بهدف إبعاد مسلحي (قسد) عن الحدود، ولكن المبادرة لم تنجح في تخفيف القلق التركي، وخاصة مع الإعلان عن سحب القوات الأميركية من المنطقة.
يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرّح، أمس الجمعة، بأن بلاده قررت تأجيل عملية شرق الفرات، بعد اتصال مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولم يُعرف بعد طبيعة التفاهم التركي الأميركي، بعد انسحاب الجنود الأميركيين من شرق الفرات، وسط تخوفات من تسليم (قسد) المنطقة للنظام السوري، على خلفية عقد قيادة (قسد) عدة اجتماعات مع النظام، في كل من القامشلي وعين عيسى ودمشق، في وقت سابق.