سلايدرقضايا المجتمع

(حرمون) يصدر دراسة ميدانية عن عمالة الأطفال السوريين في مدينة إسطنبول

أصدرت وحدة الأبحاث الاجتماعية في (مركز حرمون للدرسات المعاصرة) يوم أمس الاثنين، دراسة اجتماعية بعنوان (عمالة الأطفال السوريين في إسطنبول) عمل عليها الباحثان حسام السعد وطلال مصطفى، وتتناول الدراسة توصيفًا لمشكلة عمالة الأطفال السوريين وأسبابها ونتائجها، بالاعتماد على نتائج استبيان ميداني تمّ العمل عليه خلال الفترة الماضية.

تضمنت الدارسة قسمين: عرض الأول التأطير النظري والمنهجي للدراسة، فيما عرض القسم الثاني نتائج الدراسة الميدانية، من حيث خصائص عينة الدراسة من حيث العمر والجنس وظروف الأسرة، والحياة التعليمية للأطفال، ونتائج عمالة الأطفال، وإيجابيات وسلبيات هذه العمالة، واستنتاجات الدراسة، وعرض في ختام البحث ملحقات عن الدراسة الميدانية.

تقول الدراسة في مقدمتها: “يُعدّ خروج الأطفال في سنّ مبكرة للعمل مشكلةً اجتماعيةً تعانيها بصورة عامة كثيرٌ من المجتمعات، ومنها المجتمع السوري ما قبل ثورة 2011، وقد ارتبطت هذه الظاهرة السورية في تركيا بخصوصية ارتباطها بالأسرة التي تم تهجيرها قسرًا في أوضاع مختلفة، لها خصائصها وقوانينها، ضمن بيئة اجتماعية جديدة”.

امتدت عملية جمع البيانات -بحسب ما ورد في الدراسة- خمسة عشر يومًا، انطلقت في 25 أيلول/ سبتمبر 2018، وانتهت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2018، جمع خلالها الفريق الميداني 400 استبيان عن طريق المقابلة المباشرة، وقد اختيرت العيّنة للأطفال ما بين 10 إلى 15 سنة، من الجنسين ذكورًا وإناثًا، في مجالات العمل المختلفة في مدينة إسطنبول.

توصلت الدراسة في استنتاجاتها إلى أن “الأطفال السورييين العاملين في إسطنبول معظمهم من الذكور، وهذا يعود إلى طبيعة المنظومة القيمية لدى السوريين”، وأن “الفئة العمرية للأطفال العاملين تراوح بين (13 -15)، وهذا يعود إلى كونها الفئة الأقدر على ممارسة الأعمال العضلية”، وأشارت الدراسة إلى أن “آباء الأطفال العاملين في إسطنبول معظمهم يعملون أيضًا، وهذا مؤشر يدل على أن عمل الأطفال ناتج بالدرجة الأولى عن الحاجة إلى الدخل الإضافي، لاستكمال أسباب المعيشة، كما أن معظم الأطفال العاملين غادروا المدرسة، في مرحلة التعليم الأساسي”.

أضافت الدراسة: “المهن الرئيسة التي يزاولها الأطفال السوريون في إسطنبول هي مهن خدمية بالدرجة الأولى، وحرفية بالدرجة الثانية، والغالبية منهم يعملون أكثر من ثماني ساعات يوميًا، ونصفهم غير راضين عن الأجر الذي يتلقونه، مع أن أعمالهم شاقة”، كما أوضحت الدراسة أن “نصف أفراد عينة الدراسة أصيبوا بأمراض صحية وحوادث (كسور، حروق.. إلخ)، كما تعرّض معظمهم للتهديد بالضرب من قبل زملائهم، وتعرض جزء منهم للعنف المعنوي من قبل أرباب العمل”.

أخيرًا قالت الدراسة: “يترتب على خروج الأطفال إلى العمل آثار سلبية، تؤثر في بقية مراحل حياتهم، وعلى الرغم من أن بعض الآراء ترى في بعض جوانب عمل الأطفال آثارًا إيجابية، فإن مرحلة الطفولة هي في الأساس مرحلة اللعب والغذاء الجيد، وإن عمل الأطفال، مهما كانت طبيعته، هو انتهاك لحقوق الطفل، ولا يمكن الحديث عن الآثار الإيجابية لعمالة الأطفال، بل هناك آثار سلبية، سواء أكانت صحية أم نفسية واجتماعية”.

عن أهمية هذه الدراسة، قال طلال مصطفى، وهو باحث اجتماعي في (مركز حرمون للدرسات المعاصرة) في حديث إلى (جيرون): “تحضر أهمية البحث في ظاهرة عمل الأطفال في تركيا، وتحديدًا في مدينة إسطنبول، من خصوصيتها، مقارنة بعمل الأطفال في المجتمعات الأخرى، كونها مرتبطة بأسرٍ مهجرة قسريًا من وطنها الأم سورية نتيجة الحرب، حيث يعمل هؤلاء الأطفال في بيئة اجتماعية جديدة، ويسهل استغلالهم في كثير من مجالات العمل المختلفة”.

أضاف مصطفى: “من خصوصية هذا البحث منهجيًا، مقارنة بالأبحاث الاجتماعية السابقة، أن فريق جمع البيانات قد راجع العديد من المشكلات أثناء تنفيذ الدراسة في الميدان، فهناك صعوبة في تطبيق المقابلة، سواء من ناحية إيصال السؤال لبعض الأطفال، على الرغم من أن عيّنة المبحوثين تجاوزت أعمارهم عشر سنوات، أو من ناحية انقطاع المقابلة وعدم إتمامها في عدة حالات، منها انصراف الطفل للبيع غير مبال بجامع البيانات، أو أن يتم زجره من طرف صاحب العمل، أو تدخل أصحاب العمل بمجرد ملاحظتهم بطول الوقت المقابلة، وقد تعرّض بعض جامعي البيانات في بعض الحالات إلى مواقف مهينة، من قبل أصحاب العمل، وخاصة في المطاعم والمقاهي”.

عن الفائدة المرجوة من البحث، قال مصطفى: “حاولنا لفت انتباه المؤسسات المجتمعية التركية والسورية المتواجدة في تركيا الاختصاصية والمهتمة بالأسر والأطفال السوريين، إلى كيفية التعامل مع هذه الظاهرة، واتخاذ موقف مسؤول تجاهها، من خلال مساعدة الأسر السورية الفقيرة جدًا معيشيًا، لوقف دفع أطفالها إلى العمل، وإيجاد برامج مهنية لهؤلاء الأطفال لإتقان مهنة يعملون بها مستقبلًا. وإلا؛ فستكون هناك نتائج كارثية مستقبلًا على الأسر السورية، وعلى المجتمع التركي؛ إذا لم يتم وضع الحلول الناجعة لهذه الظاهرة”.

يذكر أن وحدة الأبحاث الاجتماعية في (مركز حرمون للدراسات المعاصرة) أصدرت خلال عام 2018 دراستَين ميدانيتَين، هما: “الاتجاهات السياسية لدى الشباب السوري الكردي، ومحددات اندماج الشباب السوري في مدينة أزمير التركية”،  كما أصدرت الوحدة عدة مراجعات لكتب فكرية وسياسية.

للاطلاع على الدراسة كاملة اضغط هنا

لتحميل الدراسة كاملة اضغط هنا

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق