سلايدرقضايا المجتمع

عاصفة مطرية تضرب مخيمات ريف إدلب وتشرد مئات النازحين

تسببت عاصفة مطرية، ليل أمس الأربعاء، في غرق عشرات المخيمات التي تأوي آلاف المهجرين في ريف إدلب، وأدت إلى غمر الخيام بالمياه واقتلاع بعضها، نتيجة شدّة الرياح، لتتفاقم مُعاناة المهجرين الذين وجدوا أنفسهم مضطرين إلى البحث عن ملاذ آخر يلجؤون إليه، وسط مناشدات أطلقها ناشطون ومنظمات إنسانية و(حكومة الإنقاذ) للقيام بالواجب الإنساني تجاه آلاف العائلات التي باتت بلا مأوى.

قال أحمد صادق، مدير (مخيم صلاح الدين) بريف إدلب الغربي، لـ (جيرون): “غمرت مياه الأمطار أمس الخيامَ، في المخيم الواقع في منطقة (خربة الجوز) قرب الحدود التركية في ريف إدلب الشمالي الغربي، لكونه يقع ضمن منطقة منخفضة؛ حيث جرت المياه من المرتفعات المحيطة، وتجمعت عند المخيمات الموجودة على السفوح، وأغرقت الخيام كلها”.

وبحسب صادق، فإن “مخيم (صلاح الدين) يأوي نحو 800 عائلة نازحة من ريف اللاذقية، جلّهم باتوا مشردين في العراء، هربًا من سيول الأمطار، وقد نقلت فِرق (الدفاع المدني السوري) بعضَهم إلى البلدات المجاورة، ليتخذوا المساجد مأوى لهم”، ريثما تنتهي العاصفة المطرية أو يجدوا مأوى آخر.

وبحسب (منسقو الاستجابة في الشمال السوري) فإن هناك أكثر من عشرة مخيمات في ريف إدلب أطلقت نداء استغاثة، لمساعدة العوائل العالقة داخل المخيمات، نتيجة غرقها وانتشار الأوحال في الطرق والممرات بين الخيام وفي داخلها، ما أدى إلى ضرورة إخلائها، ومنها (مخيم صلاح الدين في ريف جسر الشغور، ومخيم سرحا في تل الكرامة، ومخيم الديرة بريف سرمدا، ومخيم الهدى في قاطع أطمة الجنوبي، ومخيم أخوة سعدة جنوب مخيم الأرامل في قاطع أطمة الجنوبي، ومخيم العمر في تجمع أطمة، ومخيم الوضيحي بالقرب من سرمدا، ومخيم الصابرين بريف الدانا، ومخيم الجويد في أطمة، ومخيم الويس بريف سراقب، ومخيم السلام بريف الدانا، ومخيم الغرباء).

وقال محمد الشامي، مدير (منسقو الاستجابة في الشمال السوري) في حديث إلى (جيرون): “قمنا -بصفتنا فريق استجابة- بالتواصل مع كافة المنظمات الإنسانية العاملة في محافظة إدلب؛ للتوجه إلى المخيمات التي غمرتها مياه الأمطار، لمساعدة الأهالي العالقين، ونقلهم إلى مكان آخر، وتوفير احتياجاتهم كافة، من المواد الغذائية والألبسة والبطانيات”.

وتابع الشامي: “قامت بعض المنظمات الإنسانية بنقل الأهالي النازحين إلى مراكز الإيواء المؤقت، في ميزناز بريف حلب الغربي، ومعارة الإخوان بريف إدلب الغربي، إضافة إلى تجهيز 50 مأوًى سكنيًا مؤقتًا، في بنّش وتفتناز، ونقل النازحين إليها مع توفير احتياجاتهم”.

في السياق ذاته، أعلن (الدفاع المدني السوري) في محافظة إدلب، رفع حالة التأهب والجاهزية التامة، واستنفار كافة عناصره في الشمال السوري، لتلبية النداءات الإنسانية الموجهة من المدنيين في المخيمات، وتدارك الأوضاع المأسوية الناتجة عن الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة التي أدت إلى غرق عدد من الخيام، منبّهًا الأهالي إلى ضرورة “اتخاذ تدابير الحيطة، واللجوء إلى مناطق مرتفعة حتى انتهاء العاصفة المطرية”، داعيًا الأهالي إلى “التعاون الكامل مع فرقه، وعدم التردد في طلب المساعدة منهم”.

وبحسب (نقطة رصد البشيرية) في الجبل الوسطاني بريف إدلب الغربي، فقد بلغت كمية هطول الأمطار، خلال الساعات القليلة الماضية، في منطقة أطمة وريف إدلب الغربي، نحو 48 ملم.

ووسط مناشدات الناشطين والفعاليات المدنية في إدلب مساعدة النازحين من جراء هذه العاصفة؛ قامت (الجندرما) التركية عند تجمع أطمة للنازحين، بالتعاون مع (الدفاع المدني السوري)، بإزالة جزء من الجدار الإسمنتي الفاصل بين الأراضي السورية والتركية، لكي تتدفق مياه الأمطار نحو الأراضي التركية، ويخفّ منسوب المياه.

مع حلول فصل الشتاء في كل عام، تتكرر معاناة النازحين، نتيجة هطول الأمطار، وتسببها في غمر المخيمات التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، وتمزق الخيام بسبب تعرضها للرياح، الأمر الذي يزيد معاناة الأهالي، وسط مطالبة الناشطين المنظمات الإنسانية في الشمال السوري، بإيجاد حلول سريعة للمخيمات وإعادة تأهيلها، بفرش الأرض بالحجارة وتعبيد الطرق وفتح مجاري الصرف الصحي وإنشاء منافذ للمياه، لكن من دون جدوى.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق