التقى المبعوث الأممي الجديد إلى سورية غير بيدرسون، مع وفد من هيئة التفاوض برئاسة نصر الحريري، أمس الجمعة في الرياض، وبحث الطرفان الملف السوري وتطوراته، ووفق ما قال المتحدث الرسمي باسم الهيئة يحيى العريضي لـ (جيرون) فإن بيدرسون أبدى تجاوبًا مع رؤية الهيئة.
هذا اللقاء هو الأول من نوعه، بين المعارضة السورية والمبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون، منذ تولي الأخير لمهامه خلفًا للمبعوث المستقيل ستيفان دي ميستورا، كما يأتي هذا اللقاء عقب زيارة بيدرسون إلى دمشق ولقائه وزير خارجية النظام وليد المعلم، لبحث الملف السوري ومستقبله.
وقال بيان صدر عن (الهيئة) أمس الجمعة، حصلت (جيرون) على نسخة منه: إن الطرفين استعرضا “النقاط التي يمكن أن تساعد في الوصول إلى الحل السياسي في سورية”، وأضاف أن أهم هذه النقاط “استعداد الهيئة لمتابعة التفاعل الإيجابي مع المبعوث الدولي الجديد، كما سبق أن تفاعلت مع المبعوثين السابقين، بغية عدم إضاعة مزيد من الوقت”.
وأكد البيان استعداد الهيئة للعمل “برعاية الأمم المتحدة، وفق بيان (جنيف 1) والقرارات والبيانات الدولية ذات الصلة بالمسألة السورية، ولا سيّما القرار الدولي (2254) الذي يعتبر برنامج العمل المتفق عليه لإنتاج الحل السياسي”.
وتم التطرق خلال اللقاء إلى “متابعة العمل لتشكيل اللجنة الدستورية والقواعد الإجرائية لعملها السياسي والتنظيمي، بوصفها مسارًا مهمًا من مسارات العملية السياسية التفاوضية، وفتح الطريق أمام إنجاز بقية المسارات، ولا سيّما المسار الأول المتعلق بسبل تحقيق البيئة الآمنة والمحايدة، لإجراء الاستفتاء على مسودة الدستور التي ستُنجز مقدمة للانتقال السياسي”.
ووفق البيان، فإن وفد الهيئة شدد على “ضرورة العمل على تحقيق إجراءات بناء الثقة، وفي مقدمتها الإفراج عن المعتقلين والمخطوفين وبيان مصير المفقودين، ووقف الانتهاكات التي ترتكب في مختلف المناطق السورية، وتحمل المسؤولية تجاه معاناة المهجرين واللاجئين، خصوصًا من يتعرضون لظروف صعبة في مخيمات اللجوء”.
وأكد يحيى العريضي، في تصريح إلى (جيرون)، أن المبعوث الأممي الجديد أبدى اهتمامًا خلال اللقاء، حيال أهمية “القرار الدولي” و “ملف المعتقلين”، موضحًا أن بيدرسون أظهر تجاوبًا مع “رؤى الهيئة” كما تم الوقوف على “حقائق المواقف” حيال الملف السوري.
وكان رئيس الوفد المفاوض نصر الحريري قد قال أمس الجمعة: إن الهيئة تأمل العودة “بالعملية السياسية نحو الطريق والاتجاه الصحيح الحقيقي”، وأضاف في تصريحات صحفية أن الهيئة تعاونت مع الأمم المتحدة “من أجل إطلاق العملية الدستورية، عبر تشكيل اللجنة الدستورية.. وشاركنا في نقاشات دستورية مهمة، سيكون لها بالغ الأثر في مستقبل العملية السياسية”.
وتابع: “من دون الذهاب إلى مناقشة جوهر الموضوع، وجوهر تطبيق القرار (2254)، وهو المرحلة الانتقالية بكل تفاصيلها؛ لا يمكن أن يكون للعملية الدستورية ولا الانتخابية معنًى”.
وحول لقاء الهيئة مع بيدرسون، قال الحريري: “نستثمر ما تم التوصل إليه في محطات الجولات التفاوضية السابقة، فاتفاقنا في (سوتشي) يهمنا في الحفاظ على منطقة خفض التصعيد الأخيرة في الحدود الشمالية لسورية، لأنها تحمي المدنيين، وتفتح فرصة القضاء على التنظيمات الإرهابية، وتحقيق تقدم في العملية السياسية، وأن تصان منطقة شمال شرقي سورية من الميليشيات المتعددة، حتى يعود المهجرون إلى مناطقهم، وإيجاد أدوات ضغط حقيقية على النظام للتوجه في اتجاه العملية النظامية… تلك المفاوضات التي تجري حول شمال شرقي سورية مهمة”.