تحقيقات وتقارير سياسيةسلايدر

الجربا يُطلع واشنطن وأنقرة على خطة لشرق الفرات.. ومسؤول كردي: المحادثات جارية

العريضي لـ (جيرون): المعارضة تدفع نحو حالة محلية فاعلة

علمت (جيرون) من مصادر مطلعة أن رئيس تيار الغد السوري أحمد الجربا، قدّم ورقة إلى الجانبين الأميركي والتركي، أول أمس الثلاثاء، حول خطة وجود القوات التابعة له شمال شرق الفرات، في الوقت الذي قال فيه مسؤول في (الحزب الديمقراطي الكوردستاني) إن هناك محادثات جارية، بين الجانب الأميركي وقيادات عليا في (البيشمركة).

في ذلك، قال الناطق الرسمي باسم هيئة التفاوض السورية يحيى العريضي، في تصريحات لـ (جيرون) إن المعارضة السورية “تحاول الدفع نحو حالة محلية فاعلة” في منطقة شرق الفرات، وأضاف: “إن كان هناك شيء لدى الجربا يقدمه؛ فهو يأتي في إطار القوى المحلية التي سيكون لها فاعلية”، مشيرًا إلى أن هذه القوة ستكون “تحت حماية قوى خارجية، ريثما يتم التوصل إلى حل للقضية السورية”.

ووفق ما قالت المصادر لـ (جيرون)، فإن أحمد الجربا قدّم ورقة للجانبين الأميركي والتركي، قبل يومين، حول الخطة التي أعدّها لانتشار قواته (النخبة والمنتسبين إليها من العشائر) وعمل هذه القوات. ورجحت المصادر أن يكون الانتشار بعمق 30 كم، ابتداءً من منطقة تل أبيض إلى منطقة تماس بينها وبين البيشمركة (لم تحددها المصادر)، في حين سيكون دور البيشمركة تولي مهام بقية الخط إلى الحدود العراقية.

وأكدت المصادر أن الجانبين الأميركي والتركي يدرسان الورقة، وقالت إن هناك موافقة أميركية، ورضًى تركيًا على دور قوات الجربا الذي عقد عدة لقاءات مع الجانب التركي مؤخرًا، لطرح فكرة إدارة قواته وقوات البيشمركة للمنطقة الحدودية شرق الفرات بعمق 30 كم، يمكن النظر إليها على أنها منطقة عازلة، بين الأتراك و(وحدات حماية الشعب) التي تعدّها تركيا قوة إرهابية.

من جانب آخر، قال عمر كوجري، عضو اللجنة المركزية في (الحزب الديمقراطي الكوردستاني/ سوريا): حتى اللحظة “الخطة لم تتبلور على أرض الواقع”، وأضاف أن “المباحثات جارية على مستوى قيادات عليا من الييشمركة، مع الجانب الأميركي”، وعدّ أن هذه الخطوة “قد تفوز برضى أنقرة التي تريد إنهاء الوجود العسكري لقوات الحماية الشعبية، وأي مظاهر مسلحة قريبة من (حزب الاتحاد الديمقراطي) الجناح السياسي لـ (حزب العمال الكردستاني)”.

وأشار كوجري إلى أن “خطة وجود قوات أحمد الجربا و(بيشمركة روج) تحظى بالرضا التركي”، وإلى أن “القوة العسكرية لـ (بيشمركة روج) هي حوالي 8 آلاف، بين قيادات وصف ضباط وجنود”، وتابع: “هذه القوة مقبولة من كل المكونات السورية في المنطقة؛ كونها لم تنخرط في إسالة دماء سورية، وسجلّها أبيض”.

وأكد كوجري، في حديثه إلى (جيرون) أن هذه الخطة تأتي “ضمن تفاهم أميركي-تركي”، وحول موقف النظام منها، قال إن “النظام ليس من مصلحته القيام بمواجهة خاسرة مع تركيا وأميركا، وهو يعرف أن ما تقرره أميركا سيكون نافذًا.. النظام أضعف من أن يواجه قوة عسكرية ستدعم بشكل جيد من دول التحالف وأميركا”.

في السياق، قال يحيى العريضي: إن السيناريو الأرجح هو “التحرك نحو منطقة آمنة”، منبهًا إلى أن “الجانبين الأميركي والتركي هما الأقوى حضورًا في ملف شرق الفرات، وباتا قريبين من التوصل إلى اتفاق حول المنطقة”.

ووفق ما قال العريضي، فإن “الروس طلبوا في وقت من الأوقات (من تركيا) العودة إلى (اتفاقية أضنة) واشترطوا أن تتواصل أنقرة مع النظام، وهو ما رفضته تركيا”،  وتابع: “لن يكون هناك انسحاب أميركي، وربما اتضح أن الأمر (قرار ترامب سحب قوات بلاده من سورية) هو محاولة لخلط الأوراق، أو ربما عدّه البعض قرارًا خاطئًا يمكن التراجع عنه”، موضحًا أن “أميركا باقية في التنف وفي الشمال الشرقي، بمشاركة قوى دولية، والغطاء الجوي مستمر، والقوات المحلية، بتنسيق مع الأتراك، والمنطقة الآمنة يتم الحديث عنها بجدية”.

كشف العريضي أيضًا أن “لدى المعارضة رؤية متبلورة (حول منطقة شرق الفرات) لكن ليست في صيغة مشروع”، وعزا سبب ذلك إلى أن “القوى السياسية المشكلة للهيئة (هيئة التفاوض السورية) هي التي يقع على عاتقها بلورة هذه الرؤى، والهيئة تكون هنا عبارة عن جسر ناقل لهذه الرؤى”.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت، أول أمس الثلاثاء، أن القوات الأميركية التي ستبقى في شمال شرق سورية “ستكون جزءًا من قوة متعددة الجنسيات، تهدف إلى منع عودة تنظيم (داعش)، ودعم الأمن والاستقرار في المنطقة”، وقال المتحدث باسم الخارجية روبرت بالادينو: إن “عملية تخفيض القوات ستتواصل”، وأضاف: “بينما تتم عملية الانتقال، فإننا سنواصل العمل مع الحلفاء والشركاء من أجل تنظيف المناطق المحررة، وتنفيذ عمليات محددة لمكافحة الإرهاب، ودعم جهود إعادة الاستقرار”، وأكد أن “المحادثات مستمرة بين واشنطن وحلفائها، بشأن مستقبل المنطقة”، وفق ما نقلت قناة (الحرة) الأميركية.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق