آخر الأخبارتحقيقات وتقارير سياسيةسلايدر

إدلب.. هدوء حذر مع ترقب تسيير الدورية التركية الثانية

مركز روسي تركي مشترك للتنسيق، و"مجموعة الأزمات" تدعو لوقف الانتهاكات

كان من المتوقع أن تُسيّر القوات التركية، صباح اليوم السبت، ثاني دوريّة لها في منطقة خفض التوتر في محافظة إدلب، تنفيذًا لمقررات اتفاق سوتشي المعلن في أيلول/ سبتمبر الماضي، وذلك بعد عدة أيام شهدت تصعيدًا عسكريًا شاركت فيه للمرة الأولى منذ عدة أشهر طائرات حربية روسية، ضد المناطق المدنية شمال غرب سورية، ولكن لم يتم تسيير تلك الدورية، حتى ظهر اليوم السبت، لأسباب لم تُعلن، وهي ما تزال في تلة العيس.

وأكد مراسل (جيرون) في إدلب، أمس الجمعة، “أن دوريات تركية وصلت إلى نقاط المراقبة، دخلت من معبر كفر لوسين، إلى تلة العيس”، وكان يفترض أن تسير الدورية الثانية صباح اليوم، من تلة العيس باتجاه تل طوقان والصرمان في ريف إدلب الشرقي الواقعة ضمن حدود (المنطقة منزوعة السلاح). ولكن الدورية لم تتحرك حتى ساعة إعداد التقرير (ظهر اليوم) بينما تشهد محافظة إدلب منذ ساعات هدوءًا حذرًا، بعد توقف القصف المدفعي والصاروخي على مدن الريف الجنوبي، بعد أيام دامية شهدتها المحافظة، راح ضحيتها عشرات المدنيين وتسببت في نزوح آلاف العوائل.

من جانب آخر، قال ضيف الله المر، مسؤول التواصل مع النقاط العسكرية التركية في إدلب، في حديث إلى (جيرون): إن “أنقرة أرسلت دورية ثانية مؤلفة من أربع عربات مصفحة، إلى الأراضي السورية عبر (معبر كفرلوسين) العسكري بريف إدلب الشمالي، بمرافقة (فيلق الشام)، واتجهت نحو نقطة مراقبة خفض التوتر في منطقة العيس بريف حلب الجنوبي، ومن ثم ستتجه إلى محافظة إدلب، عبر الأوتوستراد الدولي (دمشق-حلب) مرورًا بمدينة سراقب، وصولًا إلى نقطة مراقبة خفض التوتر السابعة في تل الطوقان، والنقطة الثامنة في صوامع الصرمان شرقي محافظة إدلب”، مُشيرًا إلى “أن الدورية سوف تُسيّر بين النقطتين السابعة والثامنة”.

أوضح المر أن “القوات التركية تعتزم تسيير دوريات أخرى، في أرياف إدلب الجنوبي والشرقي، وحماة وسهل الغاب وجسر الشغور بريف إدلب الغربي الواقعة ضمن (المنطقة المنزوعة السلاح) خلال الأيّام القادمة، للحد من القصف الذي تتعرض له تلك المناطق، وضمان وقف إطلاق النار”.

تُعدّ هذه الدوريات التركية الثانية، بعد أن سيّرت القوات التركية أول دورية لها، يوم الجمعة الماضي، برفقة مقاتلين من فصيل (فيلق الشام) في نقاط تمركزها، في منطقة العيس جنوبي محافظة إدلب، وصولًا إلى تل الطوقان بريف إدلب الشرقي.

وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قد أعلن، الخميس، أنه اتفق مع نظيره الروسي سيرغي شويغو على تسيير دوريات في إدلب، مع اتفاق تركيا مع روسيا على إنشاء “مركز تنسيق مشترك” حول الأوضاع في إدلب، موضحًا أن “الاتفاق الجديد سيجعل العمل في إدلب أوضح”، بحسب بيان لوزارة الدفاع التركية نقلته وكالة (الأناضول)، وقد خلا البيان من أي إشارة إلى القصف الذي تعرضت له المناطق المدنية في إدلب، من قبل سلاح الجو الروسي، وتسبب في سقوط ضحايا مدنيين.

خاص (جيرون): مدنيون في ريف إدلب حول الدورية التركية ظهر اليوم

في السياق ذاته، نقلت صحيفة (الشرق الأوسط) يوم أمس الجمعة، أن (مجموعة حل الأزمات الدولية) اقترحت على تركيا “القيام بفعل المزيد في إدلب، وتوسيع نطاق دورياتها بشكل يغطي كامل المنطقة منزوعة السلاح، وتعزيز نقاط المراقبة الثابتة لقواتها، لثني مسلحي إدلب والنظام -على حد سواء- عن استعمال العنف”. وطلبت المجموعة “أن تضغط موسكو وأنقرة على الطرفين معًا، لوقف الهجمات المتبادلة بينهما، وتخلي (هيئة تحرير الشام) عن سيطرتها على الطرق الرئيسية السريعة في المنطقة”.

وكانت عدة مدن وبلدات، في أرياف إدلب وحلب وحماة، قد تعرضت لتصعيد وقصف من قبل قوات النظام، براجمات الصواريخ وقذائف المدفعية، خلال الأسابيع الماضية، ما تسبب في سقوط أكثر من 120 قتيلًا من المدنيين، إضافة إلى نزوح ما يزيد عن 14226 عائلة إلى مناطق أكثر أمنًا، في شمال محافظة إدلب، بحسب ما أعلن (منسقو الاستجابة في الشمال السوري).

وأكد مراسل (جيرون) في إدلب، الأربعاء، أن “الطائرات الروسية استهدفت سجن إدلب المركزي بثمانية غارات جوية تحوي صواريخ ارتجاجية، ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات السجناء، في حين شنّت غارات مماثلة على أحياء إدلب المدينة، وتسببت في مقتل 17 مدنيًا، بينهم 9 أطفال وسيدتان، وإصابة 49 شخصًا بجروح، بعضهم في حالات بالغة الخطورة”.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد قالت في بيان لها، الخميس، إنها “نفذت غارة جوية على مقر لـ (هيئة تحرير الشام)، ودمّرت مستودع أسلحة تابعًا للهيئة في محافظة إدلب”، مشيرة إلى أن الغارات جاءت “بالتنسيق مع تركيا”.

يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين أعلنا، في مدينة سوتشي، في 17 أيلول/ سبتمبر الماضي، أنهما اتفقا على إقامة مناطق منزوعة السلاح، على طول خط التماس بين فصائل المعارضة وقوات النظام، وسحب جميع الأسلحة الثقيلة من داخل المنطقة، إضافة إلى تسيير  دوريات مراقبة روسية – تركية، لمراقبة تنفيذ الاتفاق على طول (المنطقة منزوعة السلاح).

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق