سلايدرقضايا المجتمع

الحسكة.. الفيضانات تشرّد مئات العوائل ومناشدات لتقديم الدعم

شهدت عدة قرى وبلدات في محافظة الحسكة أمطارًا غزيرة، خلال الأيام الثلاثة الماضية، أدت إلى حدوث فيضانات غير مسبوقة في المحافظة، وتسببت في وفاة طفلين وامرأة، وانهيار عشرات المنازل الطينية، وتضرر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وسط أنباء عن منع (قوات سوريا الديمقراطية/ قسد) لقوافل مساعدات من التوجه إلى المناطق المتضررة.

قالت وكالة (سمارت) للأنباء: إن “191 عائلة نزحت من قرى وبلدات منطقة تل حميس، خلال الأيام الأربعة الماضية، نتيجة السيول التي شكلتها العاصفة المطرية التي ضربت المنطقة”، ونقلت الوكالة عن الرئيس المشترك لـ (بلدية الشعب) في تل حميس التابعة لـ (الإدارة الذاتية) عبد الرحمن الهادي، أن “29 قرية وبلدة تضررت نتيجة الأمطار، نزح منها 191 عائلة، توزعوا على مدارس ومساجد المدينة”.

(أبو صالح) أحد سكان بلدة تل حميس أكد، في حديث إلى (جيرون) أن مياه الأمطار الغزيرة أدت إلى تشكل السيول، وبخاصة في وديان منطقة (جنوب الرد) لأول مرة منذ عشرات السنين، وقد أدى ذلك إلى ضرر كبير في أملاك السكان، وتلف أثاث كثير من المنازل، إضافة إلى انهيار عشرات المنازل الطينية”، وأضاف أبو صالح: “المناشدات -مع الأسف- لم تصل إلى الجهات المعنية، لذلك قام الأهالي بإجلاء العائلات التي حاصرتها المياه في بعض القرى، بواسطة الجرارات الزراعية، وهذه العائلات اليوم بحاجة إلى مساعدة لتعويض بعض أضرارهم”، وأضاف: “القرى المتضررة في المنطقة هي (الحنوه الصغيرة والكبيرة، الجيسي، واويه، الأبيطخ، رسم الدروع، الحصوية) الناس الآن في المدارس، والأوضاع مأسوية”.

فيديو حصلت عليه (جيرون) لإجلاء المدنيين في قرى تل حميس

في السياق ذاته، نقلت وسائل إعلام محلية أن السلطات قررت إيقاف العمل وحركة العبور في معبر سيمالكا الحدودي مع العراق، نتيجة تضرر الطرق المؤدية إلى المعبر، بعد ارتفاع منسوب المياه وغمرها للجسر الواصل بين محافظة الحسكة وإقليم كردستان العراق.

من جانب آخر، نشرت صفحة (اتحاد شباب الحسكة) عدة صور ومقاطع فيديو تظهر غرق منازل المدنيين في عدة قرى، في ريف بلدات تل حميس والقامشلي والقحطانية واليعربية، كما أعلن ناشطون، أمس الأحد، إجلاء مئات العائلات من عدة قرى في ناحية تل حميس، نتيجة فيضان أودية في المنطقة، وانقطاع السبل بين عدة قرى، كما تم تسجيل تهدّم عدد من الجسور، وانهيار عشرات المنازل الطينية في المنطقة.

https://www.facebook.com/HASAKHNNEWS/photos/a.1515450108694012/2219471748291841/?type=3&theater

وكانت مدن وبلدات ريف الحسكة الشمالي قد شهدت، خلال الأيام الثلاثة الماضية، تعطل عدد من الطرق في عامودا والقحطانية وريف القامشلي الجنوبي، نتيجة الأمطار الغزيرة التي أدت إلى جريان الأودية الجافة وطوفان الطرق بالمياه، وسط أنباء عن تلف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، كما دمرت مياه السيول عدة منازل طينية في المنطقة.

في سياق متصل، قالت شبكة (فرات بوست): إن “(قسد) منعت قافلة مساعدات إغاثية من (الهلال الأحمر السوري) من الوصول إلى بلدة تل حميس بريف القامشلي الجنوبي، لتوزيعها على أهالي البلدة المنكوبين من جراء الفيضانات والسيول، مشترطة توزيع القافلة عن طريقها حصرًا، لكن فريق الهلال الأحمر رفض ذلك وعاد بالقافلة إلى مدينة القامشلي”.

(قسد) تمنع قافلة مساعدات للهلال الأحمر من العبور إلى تل حميس_ فرات بوست

عبد العزيز خليفة، صحافي من الحسكة، عزا أسباب ما حصل في المنطقة إلى “عدم وجود بنية تحتية في المنطقة، نتيجة إهمال حكومة النظام و(الإدارة الذاتية)”، وأضاف خليفة، في حديث إلى (جيرون): “المنطقة هناك معروفة بفقرها الشديد، وغالبية أبنية الريف هناك طينية، وهي أكثر عرضة للانجراف مع مياه السيول والأمطار، وشبكة الطرق رديئة ومعظمها ترابية، والأودية الموجودة في المنطقة غير مجهزة بجسور، كل ذلك أسهم في تفاقم المشكلة”.

أشار خليفة إلى “إهمال القوى التي كانت تسيطر على المنطقة، متمثلة بالنظام السوري، وسلطات الأمر الواقع الحالية (الإدارة الذاتية)، حيث إنها لم تسع لإنشاء جسور لتخفيف آثار ما حصل؛ ما أدى إلى انقطاع عدد كبير من القرى عن مراكز المدن”.

https://www.facebook.com/HASAKHNNEWS/videos/274312836836799/?__xts__%5B0%5D=68.ARCxk5B1JyJYUhsutGAI1vmCgOMwGd3d35LQtZ3UdH6tWHlVPW2ZTUf9VJteDmV8U9lLSQL13wvwTyG3pnPyJR058osC4uF543biKHY1n_pZei78lDWWP_jYFErbZHBMCvEuJtOztTBIkh0PWu6dX10s-a40qWlFZONbQA3Db1Yr1yGMxrJnR9wiwi68OzrhF-RNO99VxkPrGqmkhLmlDBBWoNbByQWmDcREHJUx8h-fVDQPiLQZ1Nzl-QIrAWMiMEMRimALncD7Z1rOqhmKHc-27NAFftl85xPLwmNHA6ZkVGJmpk4QSHxY2EQ5MppXDvKJNDZ1vA2rVsCvsbegP3sWoCMiWQCS3TbL4e2K&__tn__=-R

من جانب آخر، أفادت (مديرية الموارد المائية) التابعة للنظام في الحسكة، بارتفاع “منسوب تخزين المياه في (سد الباسل) جنوبي الحسكة إلى 584 مليون متر مكعب، وقد قارب الوصول إلى حده التخزيني الأعظم”، كما أشارت إلى أن “تدفق المياه في مجرى نهر الخابور بمنطقة تل تمر  وصل إلى 65 مترًا مكعبًا في الثانية، وفي نهر الجغجغ وصل التدفق إلى 50 مترًا مكعبًا بالثانية”.

يذكر أن مدن وبلدات ومخيمات الشمال السوري عمومًا تتعرض، منذ يومين، لعاصفة مطرية شديدة، تسببت في غرق عشرات الخيم وتشريد عشرات العوائل، وسط عجز القائمين على المجالس المحلية عن إيجاد حل يحد من تدفق مياه السيول الغزيرة، نتيجة ضعف الإمكانات.

(للاطلاع على أوضاع النازحين في مخميات إدلب اضغط هنا)

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق