سلايدرقضايا المجتمع

الناطقة باسم “مبادرة العيش المشترك” لـ (جيرون): المبادرة اجتماعية وليست سياسية

منذ اندلاع الثورة السورية قبل ثماني سنوات، لا تفتأ الجماعات المعارضة، بمختلف أشكالها (أحزاب تيارات تجمعات) وبمختلف مضامينها (اجتماعية وسياسية ودينية) تُقدّم المبادرة تلو المبادرة، من أجل الوصول إلى شكل من أشكال الحل مع الطغمة الحاكمة في دمشق. وجميع ما سبق من مبادرات، إضافةً إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، قام النظام السوري برميها في سلة المهملات، ولم تلق آذانًا مصغية، وآخر تلك المبادرات كان اجتماع برلين الذي أنتج ما سمّي “بيان العيش المشترك” أو “مبادرة العيش المشترك”، وقد نتج البيان عن سلسة من الاجتماعات التي عقدها -بسريّة تامة- مجموعة من السوريين، بمساعدة الحكومة الألمانية.

حول هذه المبادرة التقت (جيرون) سيما عبد ربه، الناطق الرسمي باسم المبادرة، وحاولت الاستفسار عن بعض القضايا المتعلقة بهذه المبادرة، وكان هذا الحوار:

– لماذا اقتصرت اجتماعات “مدوّنة العيش المشترك” على مكونين سوريين فقط، وهما أهل السنة والجماعة، والطائفة العلوية؟ ماذا عن باقي المكونات، كالموحدين الدروز والإسماعليين والمسيحيين..؟

= ضمت اللقاءات التي بدأت منذ نحو عامين مختلف المكونات، إلا أن العنوان الذي التقطته الصحافة كان قد ركز على هذين المكونين.

– ألا يُفهم، من هذا الاجتماع وهذه المدونة، أن ما حصل في سورية هو مجرد خلاف بين طائفتين؟ أي لم يكن هناك ثورة شعبية شارك فيها كل أطياف الشعب السوري!

= هدف المدونة هو الاتفاق على المشتركات التي يمكن أن تبني عليها مكونات الشعب السوري، بعد أن وصل الصراع الذي تسبب به النظام، من خلال حربه على شعبه بعد مرور ثماني سنوات، إلى حد بعيد. وهذه المدونة تُحاول رأب الصدع بين مكونات الشعب السوري، من وجهة نظر المجتمعات المحلية، وهي لا تدعي أنها مدونة سياسية بل مجتمعية.

– لماذا التأكيد على بديهية وحدة الجغرافيا السورية؟ هل ترون أن هناك من يُهدد وحدة تراب سورية؟

= ما كان بديهيًا أمس أصبح محل خلاف اليوم. فالقوى الكبرى التي تخوض حروبًا بالوكالة في سورية كل منها يدعم مكونًا أو فصيلًا، يقوم على طائفة أو عرق أو غير ذلك، ما استدعى الوقوف عند هذه النقطة والانطلاق منها.

– لماذا تم تسجيل المدونة حصيلة الاجتماعات لدى الكاتب بالعدل في ألمانيا، علمًا بأنها لا تُلزم أحدًا من السوريين سوى الموقعين عليها؟

= الميثاق/ المدونة تعريفًا هو وثيقة غير مُلزمة، الهدف من تسجيل تواقيع المؤسسين هو إلزامهم بها، أدبيًا وأخلاقيًا، ضمن حواضنهم المجتمعية، خاصة أن منهم من حاضنته المجتمعية محسوبة على النظام السوري.

– ما المقصود من الفقرة الثانية من المدونة (المكاشفة والاعتراف)، وممن مطلوبة هذه المكاشفة؟

= من أحد أسباب الصراع اليوم، التناقض بين الظاهر والباطن في قضايا الشعب السوري، مثلًا نقول -من حيث الشعارات- “إننا شعب واحد”، وعندما نعود كل لمجموعته المقربة، يبدأ الفصل والفرز الطائفي وعرض ادعاءات تاريخية ومظلوميات، منها الصحيح ومنها المبالغ به. مثال آخر، من هو من حاضنة النظام لا يعترف بالجرائم التي ارتكبها النظام (أتحدث عمن لم يشارك في المقتلة السورية) ومن هو من حاضنة الثورة لا يعترف أيضًا بالتجاوزات والجرائم من قبل المحسوبين على الثورة، وهكذا. إن أردنا البناء؛ فعلينا القبول بالمكاشفة والاعتراف.

– في الفقرة الثالثة، وردت عبارة “لا غالب ولا مغلوب”، هل المقصود لا غالب ولا مغلوب، بين الشعب والنظام الحاكم، أم هناك أمر آخر؟

= المقصود واضح لغة: لم ينتصر أحد لا النظام ولا المعارضة. الشعب السوري برمته هو الخاسر؟

– في الفقرة الرابعة، ورد “لا أحد بريء من الذنب”، ما هو ذنب المعتقلين وذنب الناس الذين قضوا تحت أنقاض منازلهم؟

= بكل تأكيد، لا المهجرون ولا المعتقلون أصحاب ذنب، المقصود هنا طرفا الصراع: النظام والمعارضة، لا الشعب.

– ورد في الفقرة الخامسة: “المحاسبة لا الثأر”. هل لديكم تصور أو آلية لمحاسبة المتورطين في قتل السوريين من كل الأطراف؟

= نعمل على وضع التصورات الواقعية والممكنة، وعلينا ألا نحمل المدونة أكثر مما تحتمل. العمل بدأ بوضع البنود الـ 11 كمحددات فكرية وأخلاقية لبناء المجتمع السوري مجددًا، ومأسسة هذا العمل تحتاج إلى وقت وجهد أيضًا، ونحن بصدد ذلك.

– ورد في الفقرة التاسعة: “لا لتسييس الانتماء” ما المقصود بذلك؟

= السوريون متعددو الطوائف الدينية والعرقية، هذا التنوع يغني سورية، لكن المحاصصة السياسية المبنية على التكوين العرقي والطائفي غير مقبولة.

– ماذا تقصدون بـ “حماية التراث السوري”؟

= تعرض التراث السوري برمته للهجوم، ومن أهداف المدونة حمايته؛ أقصد التراث الاجتماعي والعمراني وغير ذلك.

– من الأسماء التي تسربت للإعلام عن المكون السنّي (ملهم الشبلي، محمود أبو الهدى، أمير الدندل، سامي الخيمي) هل تعتقدون بأن هؤلاء يمثلون الشارع السني؟ علمًا بأن تلك الأسماء بالكاد تكون معروفة عند غالبية السوريين.

= لا توجد شخصية أسست للمدونة تدّعي تمثيل أي مكون، إنما هي شخصيات قيادية في حواضنها المجتمعية، وهم بمجموعهم يمثلون مشروع المدونة ضمن مجتمعاتهم المحلية. وهنا أخالفك، ليست هذه الأسماء بالكاد معروفة في الشارع السوري.

– ما المقصود بعبارة “حكم غير طائفي”؟ ألن يخضع الحكم للانتخابات؟ هل هو قطع للطريق على الغالبية أن تصل إلى الحكم؟

= أعيدك إلى نقطة عدم تسييس الانتماء. بالتأكيد المدونة تدعم الانتخابات النزيهة غير القائمة على المحاصصة الطائفية.

– هل المشاركون الموقعون على “مدونة العيش المشترك” ملتزمون بقرارات الأمم المتحدة الخاصة بالشأن السوري؟

= أكرر، المدونة معنية بالقوى الاجتماعية السورية، لا بالفصل في الشأن السياسي من زاوية سياسية خالصة. وتدعم المدونة في الوقت ذاته الجهود الأممية والقرارات التي تم التوصل إليها.

– ما الآليات التي لديكم لتطبيق ما ورد في مدونة العيش المشترك؟

= حتى اليوم، ما يميز المبادرة هو بناء كتلة حرجة لبنودها، أي رفع عدد الموقعين عليها قبل وضع الآليات، خاصة أنها لا تمتلك آليات إنفاذ بنود تقع ضمن إطار العيش المشترك. يمكن أن تقول إنها خريطة طريق للحل في سورية.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق