نشرت فورين بوليسي تقريرًا، اليوم الخميس، اطلعت عليه (جيرون) وترجمته، جاء فيه أن “عدد المدنيين الذين قتلتهم قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، في المعركة ضد (الدولة الإسلامية)، هو أكبر بكثير ممّا كُشف عنه سابقًا”.
يقول التقرير إن الولايات المتحدة “قدّرت عدد القتلى المدنيين في الرقة بـ 318 قتيلًا”، مشيرًا إلى أن “التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة كان مسؤولًا عن عدد أكبر بكثير من الضحايا المدنيين، في أثناء حملته التي استمرت أربع سنوات لتدمير خلافة (الدولة الإسلامية) في سورية والعراق”.
ولفت التقرير إلى أن “الجيش الأميركي قدّر في شباط/ فبراير أنه قتل، عن غير قصد، 1257 مدنيًا في عملياته التي بدأت في عام 2014″، لكنه عقّب أن “دوناتيلا روفيرا، باحثة منظمة العفو الدولية التي قادت التحقيق، قدرت أن العدد الحقيقي كان أعلى بنحو 10 أضعاف. ووصفت مستوى الدمار في الرقة بأنه لا مثيل له في العصر الحديث”.
وأشار التقرير إلى أن الغارات الجوية الأميركية استهدفت مقاتلي (داعش) “أثناء انتقالهم من بناء إلى بناء، في البيئات الحضرية الكثيفة، وغالبًا ما كانوا يستخدمون المدنيين كدروع بشرية”، وتابع: “نتيجة لذلك، تركت الحملة الرامية إلى طرد تنظيم الدولة الإسلامية من الرقة، وغيرها من المدن التي احتلتها، دمارًا، على الرغم من استخدام الأسلحة الدقيقة”.
ونقلت الصحيفة عن عدة خبراء قولهم إن “مثل هذا النهج قد يأتي بنتائج عكسية، ويجعل السكان المحليين يقفون ضد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة”، وقالت الخبيرة في شؤون سورية والأستاذة المساعدة في كلية (ألغيني) شانا كيرشنر: إن هذا النهج “يلحق الضرر بعلاقاتنا في الشرق الأوسط، ونعلم أن ذلك أداة تجنيد رائعة للجماعات الإرهابية”، بحسب الصحيفة.
بدوره، قال دانييل ماهانتي، الدبلوماسي الأميركي السابق الذي عمل في وزارة الخارجية لحماية المدنيين في النزاعات، إنه “قلق من أن البنتاغون منشغل بمعالجة وسائل الإعلام والتدقيق في الكونغرس، بدلًا من الحصول على الحقائق بشأن مقتل المدنيين”، فيما قال براون، المساعد السابق لمجلس الأمن القومي: إن الولايات المتحدة وشركاءها الدوليين بحاجة إلى التركيز على إعادة بناء الرقة بسرعة.