أبحاث ودراسات

تقرير المرصد عن الثلث الأول من شهر أيار / مايو 2019

أولًا: نظرة عامة إلى أهم مجريات المدة

نبدأ بالمشهد الميداني[1]، حيث طغت الحرب التي تشنها قوات النظام السوري والقوات الروسية على ريفي حماة الشمالي الغربي وريف إدلب على المشهد الميداني لهذه المدة (من 01 إلى 10 أيار/ مايو 2019).

بدأت الحملة العسكرية آخر الشهر الماضي، بعيد فشل لقاء آستانة الثاني عشر، واستمرت بوحشية فائقة، ومن دون توقف، حتى تاريخ كتابة هذا الأسطر. واستخدمت فيها كل أنواع السلحة الثقيلة، ولم يغادر الطيران الحربي بأنواعه سماء المنطقة حيث تجاوز عدد غاراته الـ 1300 غارة خلال هذه الأيام العشر، بمعدل 120 غارة يوميًا، استُهدِف فيها المدنيون والمراكز الطبية والمدارس والمرافق العامة، وأدت لمقتل 250 شخصًا، منهم ما لا يقل عن 120 مدنيًا، وتهجير نحو 300 ألف مواطن من بيوتهم. وقد تمكنت قوات النظام من السيطرة على بلدة قلعة المضيق وبعض القرى الأخرى في ريف حماة الشمالي الغربي.

في ملف الضحايا رصدنا مقتل 302 شخصًا هذه المدة، 48 في المئة منهم من المدنيين، بينهم 22 طفلًا نسبتهم 15 في المئة إلى مجموع الضحايا المدنيين، و35 امرأة نسبتهن 24 في المئة إلى مجموع الضحايا المدنيين.

تركز القتل في محافظتي حماة وإدلب، اللتان تتعرضان للحملة العسكرية التي تناولناها أعلاه، فقد سقط في حماة وحدها 149 قتيلًا هم نصف العدد الإجمالي للقتلى في القطر، بينهم 39 مدنيًا، بينما سقط في إدلب 102 شخصًا يشكلون 34 في المئة من إجمالي القتلى، بينهم 81 مدنيًا.

نختم في ملف الضحايا بالإشارة إلى ما أوردته الأمم المتحدة عن عدد الأطفال الذين قضوا في مخيم الهول للنازحين في الحسكة منذ انطلاق الحملة العسكرية الأخيرة لطرد تنظيم الدولة من آخر معاقله في الباغوز، فقد بلغ عدد هؤلاء الأطفال 240 طفلًا، ماتوا بسبب نقص التغذية ونقص الخدمات الطبية. وطبعا لم نحتسبهم ضمن القتلى في جداولنا لصعوبة التأكد من سبب موتهم.

على مستوى القوى الكردية ومناطق سيطرتها نلحظ حدثين لافتين، الأول هو عقد مؤتمر العشائر السورية في بلدة عين عيسى بتاريخ 03 أيار/ مايو، بمسعى من مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، وهدفه، بحسب بيان مسد، هو “البحث عن حلول للوضع الخطير الذي يمر به وطننا”. وقد دعا نظام الأسد لمقاطعة هذا المؤتمر بوصفه “يهدف إلى تقسيم المنطقة، ويخدم الأجندة الأميركية الصهيونية”. أما الحدث الثاني فهو الرسالة التي وجهها زعيم حزب العمال الكردستاني (PKK) عبد الله أوجلان، القابع في السجون التركية، إلى قوات سوريا الديمقراطية، داعيًا إياها إلى حل مشكلاتها في سورية ومع تركيا بالوسائل السياسية ومن دون صراع.

أخيرًا نشير إلى عقد مجلس الأمن في جلسة مغلقة لبحث الوضع المتفجر في سورية، بناء على طلب كل من ألمانيا وبلجيكا والكويت، وما عرفناه حتى لحظة كتابة هذه السطور، أن روسيا عرقلت صدور بيان عن المجلس حول الأوضاع في إدلب.

[1] سنبدأ بتناول المشهد الميداني أولًا ثم ننتقل منه إلى الضحايا بدءًا من هذا التقرير.

لتحميل التقرير كاملًا اضغط هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق