قالت وزارة الخارجية الأميركية، يوم الثلاثاء 21 أيار/ مايو، إن من المحتمل أن الحكومة السورية جددت استخدامها للأسلحة الكيمياوية، مستشهدة بهجوم مشتبه به من الكلور في شمال غرب سورية، وتؤكد أن أي استخدام لمثل هذه الأسلحة من شأنه أن يدفع الولايات المتحدة وحلفاءها إلى “الرد السريع والمناسب”.
وقالت إدارة ترامب إن الهجوم المشتبه به وقع يوم الأحد 19 أيار/ مايو، في محافظة إدلب، المعقل الأخير للمتمردين الذين حاولوا إطاحة حكومة بشار الأسد.
في الخريف، بدا السيد الأسد وكأنه على وشك إصدار أمر بغزو المنطقة، حيث يعيش ملايين المدنيين أو يبحثون عن ملاذ آمن، قبل سريان مفعول وقف إطلاق النار بين جماعات المتمردين والحكومة السورية. لكن منذ نيسان/ أبريل، بدأ الجيش السوري، بمساعدة من القوات الروسية، حملة قصف جوي على إدلب لاستعادة السيطرة على الأراضي، في ما يُتوقع أن تكون حملة دموية وبطيئة.
وقالت مورغان أورتاغوس، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، في بيان مكتوب يوم الثلاثاء: “لسوء الحظ، ما زلنا نرى علامات على أن نظام الأسد قد يجدد استخدامه للأسلحة الكيمياوية، بما في ذلك الهجوم المزعوم بالكلور في شمال غرب سورية، صباح 19 مايو/ أيار 2019”.
وقالت إن الولايات المتحدة تواصل التحقيق في الهجوم المشتبه به، والذي وصفته بأنه “جزء من حملة عنيفة يقوم بها نظام الأسد، وتنتهك وقف إطلاق النار الذي يحمي عدة ملايين من المدنيين في محافظة إدلب”.
وأضافت أورتاغوس: “إن الولايات المتحدة تكرر تحذيرها، الذي أصدره الرئيس ترامب لأول مرة في أيلول/ سبتمبر 2018، ومفاده أن الهجوم على منطقة خفض التصعيد في إدلب سيكون تصعيدًا متهورًا، ويهدد بزعزعة استقرار المنطقة”.
لم يصدر عن مجموعات المراقبة المستقلة والمؤسسات الإخبارية الأجنبية أي تقارير مهمة عن هجوم بالأسلحة الكيمياوية، يوم الأحد الماضي.
لم تحدد السيدة أورتاغوس ما قد تفعله الولايات المتحدة لمعاقبة الأسد. في نيسان/ أبريل 2018، أمر السيد ترامب والحلفاء الأوروبيون بشنّ غارات جوية محدودة وهجمات صاروخية من السفن الحربية، بعد أن خلصوا إلى أن الجيش السوري نفذ هجومًا بالأسلحة الكيمياوية بالقرب من دمشق، أسفر عن مقتل 40 شخصًا على الأقل.
وفي نيسان/ أبريل 2017، أطلقت السفن الأميركية صواريخ على قاعدة جوية سورية، بعد أن نفذت قوات الأسد هجومًا كيمياويًا، أسفر عن مقتل 80 مدنيًا على الأقل. وقد أخبر المسؤولون الأميركيون نظراءهم الروس حول الضربة مسبقًا، لمحاولة ضمان أن الروس لن يكونوا في المنطقة.
إذا كان السيد الأسد يواصل بالفعل شن هجمات بالأسلحة الكيمياوية، فهذا يثير مسألة: هل السيد ترامب سيفعل ما يكفي لردع مثل هذه الهجمات.
انتقد السيد ترامب الرئيس باراك أوباما، لقوله في نيسان/ أبريل 2013 إن أي استخدام للأسلحة الكيمياوية من قبل الأسد سيُعدّ اجتيازًا لـ “خط أحمر”. ولكنه لم يعاقب الرئيس السوري بالقوة، بعد أن شن جيشه لاحقًا هجومًا كيمياويًا قاتلًا.
كان السيد ترامب مترددًا في إشراك أكبر للولايات المتحدة في الصراعات العسكرية في الشرق الأوسط. وهي قضية قامت عليها حملته عام 2016 التي كان فيها يشبه إدارة أوباما أكثر من السياسيين الجمهوريين الرئيسيين.
في إعلان مفاجئ في كانون الأول/ ديسمبر، قال السيد ترامب إنه سيسحب القوات الأميركية من سورية، حيث يساعد حوالي 2000 جندي أميركي الميليشيات الكردية والعربية في قتال الدولة الإسلامية (داعش). وبعد انتقادات واسعة النطاق من الجمهوريين، تراجع السيد ترامب عن فكرة الانسحاب الفوري والكامل.
هذا الشهر، أخبر السيد ترامب باتريك شاناهان، وزير دفاعه بالوكالة، أنه لا يريد الدخول في حرب مع إيران، على الرغم من أن جون بولتون، مستشار الأمن القومي، أفصح عن تحركات عسكرية هذا الشهر، وطلب خططًا جديدة للقوات ردًا على ما قاله مسؤولون أميركيون بأن هناك معلومات استخباراتية تظهر تهديدات متزايدة في المنطقة من إيران.
في نيسان/ أبريل، بدأت الحكومة السورية والقوات الروسية في قصف جنوب إدلب وأجزاء من محافظة حماة. وقد أسفر القتال عن مقتل حوالي 223 مدنيًا، منذ 20 نيسان/ أبريل، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو جماعة لمراقبة الحرب مقره في بريطانيا.
أعرب السيد ترامب عن قلقه من احتمال قتل المدنيين في إدلب في الخريف، عندما بدا أن الأسد كان على وشك أن يأمر بهجوم، لكنه لم يقل شيئًا هذا الربيع.
وقالت السيدة أورتاغوس يوم الثلاثاء إن روسيا عملت مع الأسد في خلق روايات كاذبة حول هجمات حديثة بالأسلحة الكيمياوية، في محاولة لإلقاء تهمة الهجمات على مجموعات غير الجيش السوري.
وأنهت السيدة أورتاغوس حديثها: “ومع ذلك، الحقائق واضحة. لقد قام نظام الأسد نفسه بتنفيذ جميع هجمات الأسلحة الكيمياوية التي وقعت في سورية والتي تم التحقق منها تقريبًا”.
اسم المقالة الأصلي | U.S. Says Syria’s President May Be Using Chemical Weapons Again |
الكاتب | إدوارد وونغ،Edward Wong |
مكان النشر وتاريخه | نيو يورك تايمز،The New York Times، 21/5 |
رابط المقالة | https://www.nytimes.com/2019/05/21/world/middleeast/bashar-assad-syria-weapons.html |
عدد الكلمات | 711 |
ترجمة | وحدة الترجمة والتعريب/ أحمد عيشة |
صورة الغلاف: الأنقاض والمباني المدمرة في بلدة كفرنبل، سورية، في الجزء الذي يسيطر عليه المتمردون في محافظة إدلب. عمر حاج قدور/ وكالة الصحافة الفرنسية -صور جيتي