صعدت إلى السطح خلال الساعات الماضية تصريحات غير متطابقة، بين الجانبين الروسي والتركي، حيال إدلب، إذ أعلنت روسيا، أول أمس الأربعاء، التوصل إلى اتفاق هدنة في إدلب، فيما عدّت أنقرة أن القول بذلك “ليس ممكنًا”، ولا سيما أن هناك نقطة مراقبة تركية في إدلب تمّ استهدافها من قبل قوات النظام، في حين اتهمت موسكو “الإرهابيين” بهذا الاستهداف، وقد ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرات النظام ومدفعيته استهدفت، اليوم الجمعة، مناطق في إدلب وحماة.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس الخميس: “ليس ممكنًا القول إنه تمّ التوصل إلى وقف كامل لإطلاق النار” في إدلب، وأكد أن موسكو وأنقرة “تبذلان جهودًا جدية وصادقة” للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في المنطقة، بحسب ما ذكرت وكالة (فرانس برس).
جاء ذلك بعد ساعات من قول فكتور كوبتشيشين، رئيس المركز الروسي للمصالحة في سورية (حميميم) إنه “بمبادرة من الجانب الروسي وتحت رعاية روسيا وتركيا، تم التوصل إلى اتفاق ينص على الوقف التام لإطلاق النار، في كامل أراضي منطقة إدلب لخفض التصعيد، اعتبارًا من منتصف ليلة 12 حزيران/ يونيو 2019″.
ولفت أوغلو إلى أن استهداف نقطة المراقبة التركية في إدلب من قبل النظام كان “متعمدًا”، وأضاف: “نتحدث مع روسيا بهذا الشأن، في حال واصل النظام هجماته، سنقوم بما يلزم”، ودعا كلًا من موسكو وطهران إلى “تحمل مسؤولياتهما” حيال ذلك.
وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت أمس أن قوات النظام أطلقت عمدًا 35 قذيفة هاون على نقطة المراقبة، موقعة ثلاثة جرحى في صفوف الجنود الأتراك، فضلًا عن الأضرار المادية. إلا أن وزارة الدفاع الروسية ردّت أمس أيضًا بالقول إن “إرهابيين” نفّذوا هذا الاستهداف، والطيران الروسي نفّذ ضربات ردًا عليه، بحسب ما ذكرت قناة (روسيا اليوم).
كما اختلفت الروايتين الروسية والتركية أيضًا حيال استهداف روسيا لنقاط للمعارضة، عقب إصابة الجنود الأتراك، إذ أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الخميس أن سلاح الجو الروسي استهدف “مواقع للمسلحين في محافظة إدلب، بطلب من تركيا، وذلك بعد أن استهدفوا نقاط مراقبة للجيش التركي”، وأضافت: “الجانب التركي طلب من الجانب الروسي، المساعدة في ضمان أمن الجنود الأتراك ومهاجمة مواقع المسلحين”.
إلا أن وزارة الدفاع التركية نفت ذلك، وقالت في بيان أصدرته أمس: إن “الخبر الذي تداولته بعض وسائل الإعلام، بخصوص قصف القوات الجوية الروسية، بناء على الإحداثيات التي تقدمها تركيا، مواقع الإرهابيين الذين يشنون هجمات على نقاط المراقبة التركية، عار عن الصحة”.
في السياق، ذكر (المرصد السوري لحقوق الإنسان) اليوم الجمعة أن طائرات النظام نفذت ثلاث غارات على “أماكن في بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي”، في الوقت الذي قصفت فيه مدفعية النظام “مناطق في بلدة كفرزيتا شمال حماة، وبلدة الهبيط وقريتي بعربو وترملا جنوب إدلب”، ووفق المرصد فقد قُتل 2070 شخصًا في مثلث الشمال، بينهم 674 مدنيًا -من ضمنهم 181 طفلًا و149 مواطنة- ما بين الفترة الممتدة من 15 شباط/ فبراير الماضي حتى 13 حزيران/ يونيو الجاري.
إلى ذلك، أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك، عن قلق المنظمة الدولية من التصعيد الحاصل، وقال أمس: “فرّ أكثر من 300 ألف شخص نحو الحدود مع تركيا، وأصبحت مخيمات النازحين مكتظة، حيث أجبر الكثير على البقاء في الحقول المفتوحة أو تحت الأشجار”، مضيفًا في تصريحات صحفية أنه “تم توثيق مقتل ما لا يقل عن 231 مدنيًا، بينهم 69 امرأة و81 طفلًا، منذ تصاعد الأعمال العدائية بمنطقة خفض التصعيد شمالي غربي سورية” منذ 29 نيسان/ أبريل الماضي.
وأضاف دوغريك: “ما زلنا نشعر بالقلق من التأثير الإنساني الواسع للأعمال العدائية التي تتكشف حاليًا في منطقة التصعيد في شمال غرب سورية، وخاصة في شمال حماة وجنوب إدلب”، وتابع أن الأمم المتحدة “تحث جميع أطراف القتال على الالتزام التام بترتيبات وقف إطلاق النار المتفق عليها بين روسيا وتركيا، في ايلول/ سبتمبر الماضي”، بحسب ما نقلت وكالة (الأناضول).