تحقيقات وتقارير سياسيةسلايدر

مصدر خاص لـ (جيرون): انفصال “النخبة” عن “الغد” بترتيب مع (قسد)

قال مصدر خاص لـ (جيرون) إن هناك حالة من الفوضى بين صفوف “قوات النخبة” التابعة لتيار الغد السوري، خصوصًا بعد انفصال بعض القوات عن التيار. وأوضحت أن علي العاصي الجربا هو من يقف وراء هذا التطور، بتنسيق مع (قسد).

وأثار إعلان “قوات النخبة” انفصالها عن التيار، نهاية آب/ أغسطس الماضي، تساؤلات عدة، أبرزها ما يتعلق بطبيعة هذا الانفصال، وتزامنه مع محاولات أحمد الجربا (رئيس التيار) أن يحجز دورًا للقوات في منطقة شرق الفرات، التي يتم التفاوض عليها بين أنقرة وواشنطن.

وجاء في بيان الانفصال أن “القوات لم تعد تمثل الجناح العسكري للتيار”، كما لم يعد “تيار الغد السوري ممثلًا سياسيًا لقوات النخبة السورية، ولا يحق له التحدث باسمها أو التفاوض عنها، داخليًا وإقليميًا ودوليًا”، ولفت البيان إلى الانفتاح على “جميع الجهات والخيارات والمشاريع التي تحقق لشعبنا السوري، ولأهلنا في الجزيرة والفرات، تطلعاتهم في الحرية والكرامة والديمقراطية”، وحمل البيان توقيع مهيدي الجعيلة (أبو صالح) القائد العام للقوات.

وفي اليوم التالي لبيان الانفصال؛ صدر بيان ثان عن قوات النخبة، بتوقيع العقيد الركن محمد الحمد، بصفته قائدًا عامًا للقوات، وجاء في البيان أنه “ردًا على ما نُشر وتردد على بعض وسائل التواصل الاجتماعي، يهم قوات النخبة التابعة لتيار الغد السوري أن توضح أنّ أي بيان أو خبر لا يصدر رسميًا عن قيادتها، وبالتنسيق مع رئاسة تيار الغد، لا يعتبر ذا قيمة ولا يُعتد به، حتى لو صدر عن عنصر منها أو مقربين أو مناصرين لها”.

مصادر خاصة قالت لـ (جيرون) إن علي العاصي، الذي يعدّ يد أحمد الجربا اليمنى، هو الذي قاد حركة الانفصال، بترتيب بينه وبين (أبو صالح) من جهة، وبين (قسد) من جهة أخرى، وذلك عقب اللقاءات التي جمعت كلاً من علي الجربا وقياديين أكراد، في العاصمة باريس.

ووفق المصادر، سبق إعلان القوات الانفصال زيارةٌ أجراها علي العاصي إلى القامشلي، برفقة (أبو صالح) قبل عيد الأضحى، نتج عنها اتفاق بأن تنفصل قوات النخبة عن التيار، مقابل دمج القوات ضمن (قسد) وإعطاء علي العاصي منصب الرئاسة في مجلس دير الزور العسكري.

ولفتت المصادر إلى أن علي العاصي انفصل عن التيار عقب تلك الزيارة، ثم صدر إعلان الانفصال الذي حمل توقيع (أبو صالح)، ما جعل التيار يستدرك حالة الفوضى التي حصلت داخل القوات، بإعلان مضاد. وبحسب المعلومات فإن نسبة العناصر الذين انفصلوا عن التيار تراوح بين 7 و10%، من إجمالي القوات. 

ويُعدّ هذا الانفصال ضربة قوية للتيار، ولا سيما أنه تزامن مع الجهود التي يبذلها أحمد الجربا، كي يكون لقواته دور في إدارة المنطقة الآمنة شرقي الفرات التي يتم التفاوض عليها بين أنقرة وواشنطن، وعدّ مصدر مقرب من التيار أن ما يحصل قد يجعل أسهم الجربا في الوجود داخل المنطقة أقلّ، وذلك من ناحية عدم قدرة التيار على ضمان قيادته للقوات.

يذكر أن (أبو صالح)، قال في وقت سابق، في تصريحات لموقع (المدن): إن “التيار لم يقدم منذ أكثر من سنة رؤية أو مشروعًا جديًا للقوات التي تتطلع إلى المساهمة في صناعة مستقبل البلاد، في ظل الظروف الاستثنائية التي تمرّ بها”، وأشار إلى أن القوات الآن “معطلة ورهينة مقولة إنها الجناح العسكري لتيار الغد.. ليس هذا ما يطمح إليه قادة وعناصر القوات الذين هم من أوائل الثوار في سورية، بينما هي تقف اليوم متفرجة على ما يحصل!”، وأشار إلى “عدم وجود أي عنصر من القوات الآن تحت سيطرة أو إدارة العقيد الحمد، وهم بالكامل تحت قيادته (الجعيلة)”.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق