تحقيقات وتقارير سياسيةسلايدر

مسؤول أميركي لـ (جيرون): نركز على استمرار المباحثات مع الجانب التركي

تبدأ، اليوم الأحد، الدوريات الأميركية التركية المشتركة شرق الفرات، وفق ما أعلنت أنقرة في وقت سابق، فيما قال مسؤول بارز في وزارة الدفاع الأميركية لـ (جيرون) إن الولايات المتحدة الآن تركّز على استمرار المباحثات مع الجانب التركي لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، مشيرًا إلى أن ملف شرق الفرات سيكون على جدول مباحثات وزير الدفاع الأميركي إلى باريس، هذا الأسبوع. 

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أول أمس الجمعة: إن “الدوريات المشتركة بين الجنود الأتراك والأميركيين، بما يخص المنطقة الآمنة في سورية، ستبدأ في 8 أيلول/ سبتمبر الحالي”، موضحًا أنه تم التوصل إلى “اتفاق بجدول زمني وبرنامج معين”، مع الجانب الأميركي.

وقال مسؤول بارز في وزارة الدفاع الأميركي (البنتاغون) لـ (جيرون): “نحن نسعى إلى تنفيذ خطوات مستقبلية، وقد أكدنا لتركيا اهتمامنا بمخاوفها الأمنية في المنطقة، وأننا مستمرون في محاربة تنظيم (داعش) في شرق سورية”.

ولفت المسؤول إلى أن ويزر الدفاع الأميركي مارك إسبر سيبحث ملف شرق الفرات مع الجانب الفرنسي، في زيارته إلى باريس، وأضاف: “نحن مهتمون بأن نسمع من الجانب الفرنسي تصوّرهم حول أمن أوروبا، والتوصل إلى ميكانيكية أمنية مع تركيا”. 

من جانب آخر، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس السبت: إن “تطهير شرق الفرات من التنظيمات الإرهابية على أجندتنا حاليًا”، وأضاف أن هذه المسألة “ستُحل (…) خلال بضعة أسابيع”، وتابع: “ضد من سيقاتل هؤلاء؟! هناك بلد وحيد هو تركيا، ونحن لن نتهاون معهم”. فيما أخبر رئيس هيئة الأركان العامة التركية يشار غولر، أمس، خلال اتصال هاتفي، نظيره الأميركي جوزيف دانفورد، بضرورة “إنشاء المنطقة الآمنة شمالي سورية، دون إضاعة الوقت”، بحسب ما نقلت (وكالة الأناضول) التركية.

مصادر معارضة مطلعة قالت لـ (جيرون) إن ما تم التوصل إليه حتى الآن، بين الجانبين التركي والأميركي، لا يعدو كونه نقاط تفاهم أولية على عدم التصعيد في شرق الفرات، موضحة أن “التفاصيل ما زالت قيد البحث والتمحيص بين الجانبين، حول طبيعة القوات المحلية التي ستكون في المنطقة الممتدة إلى عمق 14 كم من الحدود التركية، بين منطقتي تل أبيض ورأس العين”.

وعلمت (جيرون) أن واشنطن تحاول إقناع أنقرة بأن يتولى الشق العربي من (قوات سوريا الديمقراطية/ قسد) إدارة المنطقة عسكريًا، في حين مازال أحمد الجربا، رئيس (تيار الغد السوري) يحاول الوصول مع الجانبين التركي والأميركي إلى موافقة لوجود (قوات النخبة) التابعة للتيار في المنطقة الآمنة، كجزء من القوات المحلية.

وأعلنت (الإدارة الذاتية) قبل أيام أنها انسحبت من المنطقة المتفق عليها، إلا أنها أشارت في البيان إلى أن (الإدارة الذاتية) تركت المنطقة تحت إدارة “القوات المحلية”، دون أن توضح طبيعة هذه القوات، وهو الأمر الذي أشارت إليه مصادر (جيرون) بأنه مؤشر على عدم استكمال التفاهمات بين واشنطن وأنقرة. 

في السياق، قال المتحدث باسم البنتاغون الكوماندوز شون روبرتسون، في تصريحات صحفية نقتلها (الشرق الأوسط): “كانت هناك بعض المشكلات في تنفيذ تلك الآلية، ونحن نناقشها مع نظرائنا الأتراك”، مضيفًا أن “الحوار والعمل المنسق هو السبيل الوحيد لتأمين المنطقة الحدودية بطريقة مستدامة، وضمان استمرار الحملة في جهود التحالف الدولي لهزيمة (داعش)، والحد من أي عمليات عسكرية غير منسقة من شأنها تقويض هذا الاهتمام المشترك”، في إشارة ضمنية إلى معارضة الولايات المتحدة أي عملية تهدد تركيا بتنفيذها في شرق الفرات.

كما نقلت الصحيفة عن ممثلة (مجلس سوريا الديمقراطية) في واشنطن سينم محمد قولها: إن “ما اتفق عليه الجانبان الأميركي والتركي هو تنفيذ آلية أمنية وليس منطقة آمنة”، مشيرة إلى أن (قسد) “وافقت على التعاون على هذا الأساس”، وتابعت: “الاتفاق الذي تم مع الأتراك هو اتفاق عسكري، لا سياسي، وبالتالي فإن الحديث عن وجود تباينات بين وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين، في التعاطي مع مخرجات الحوار الجاري بين الأطراف الثلاثة، هو خلاف شكلي”.

إلى ذلك، التقى نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، رئيس تيار الغد السوري أحمد الجربا، في موسكو قبل أيام، وبحث الطرفان “موضوع إقامة المنطقة الآمنة على الحدود التركية السورية، والوضع في شرق الفرات”، وفق ما ذكر التيار يوم الجمعة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق