صدر العدد التاسع من (قلمون: المجلة السورية للعلوم الإنسانية) بالتعاون مع الجمعية السورية للعلوم الاجتماعية، ويفرد هذا العدد مساحة ملفه الخاص، للبحث في فكر طيب تيزيني وحياته، بحثًا أضاء مواطن عدة في منهجه الفلسفي والفكري، وساءله نقديًا في مواضع أخرى. يقول يوسف سلامة في كلمة العدد عن ذلك: “على الرغم من أن الراحل طيب تيزيني قد ركز كثيرًا من جهده على بناء نظرية تراثية موجهة للعرب جميعهم، فإننا مع ذلك نزعم بأن تحول التيزيني منذ عام 1998 عن البحث (من التراث إلى الثورة) إلى البحث بديلًا من ذلك (من التراث إلى النهضة) يشكل انعطافًا وطنيًا سوريًا بارز المعالم، واضح القسمات. ففي هذه الحقبة الأخيرة من حياته التي امتدت إلى أكثر من عشرين عامًا، كانت أبحاثه وكتاباته جلها منصبة على الشأن الداخلي السوري حصرًا. ومهما يكن الرأي في ما قاله التيزيني، وكتبه، وفعله، في هذه الحقبة الأخيرة، موضع جدل واختلاف، فلا نزاع في أن الشأن السوري كان المحور الرئيس في أبحاثه فيها، وربما كانت الأبحاث التي صدرت له في هذه السنين الأخيرة أكثر تمثيلًا لفكره ووطنيته، من غير أن يعني ذلك، بحال من الأحوال، الغض مما سبق له إنتاجه في وقت سابق. وسيتبين للمطّلع على المواد التي احتوى عليها هذا الملف أن أفكار التيزيني قد لاقت لدينا كل احترام وتقدير، ولكنها في الوقت نفسه شكلت، بالنسبة إلى كثير من الباحثين، منصة نقدية، ساءلوا فيها مفكرنا الراحل، في كثير من طروحاته واقتراحاته المتعلقة بالتراث والمنهج والحداثة والثورة والنهضة والعولمة والأصالة والمعاصرة”.
يذكر في هذا المضمار أن عشرة باحثين أسهموا في إغناء هذا الملف، وهم (عبد الباسط سيدا، جاد الكريم الجباعي، عمار ديوب، راتب شعبو، غسان علاء الدين، جمال الشوفي، سمير ساسي، رشيد الحاج صالح، حسن اشرواو، روزين شيخ موسى).
وكدأب المجلة في أعدادها كلها، طرح المقالان غير المحكمين أسئلة عنيت في أحدهما بالأغنية السورية بعد الثورة وسماتها، وفي الثاني بضرورة الحوار الإسلامي العلماني وأدواته. أما الدراسات في هذا العدد فقد شغلت بالإنسان الخاوي وأزمة الفن، والسوريين في دول الخليج، الكفايات والمواقف.
يعرض العدد التاسع من المجلة في ختامه ثلاثة كتب متنوعة، وهي “مذكرات الحكيم” جورج حبش، و”عطب الذاكرة” لبرهان غليون، و”أنا أوسيلفي، إذن أنا موجود”.
واستجابة لرسالة (قلمون: المجلة السورية للعلوم الإنسانية) الهادفة إلى نشر الثقافة السورية في كل مكان، فقد صارت أعدادها متاحة للعامة مجانًا، آملة أن يرتقي هذا العدد وكل عدد بالفكر والثقافة والإنسان.
للاطلاع على المجلة وتحميلها، يمكن الضغط هنا للانتقال إلى موقع مركز حرمون للدراسات المعاصرة.
3 تعليقات