تحقيقات وتقارير سياسيةسلايدر

مسؤول أميركي: إيران مستعدة للتضحية بالاستقرار الإقليمي لتعزيز مصالحها الخاصة

قال مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط مايكل مولروي، حول حرب الولايات المتحدة ضد (تنظيم الدولة الإسلامية/ داعش): “إن وجودنا في سورية لمحاربة (داعش) والقاعدة يُمثِّل جزءًا مهمًا من مجمل سياستنا، وإن التحرير النهائي للأرض من (داعش) تم في وقت سابق من هذا العام، وأعتقد أن عمليات الأمن اليومية لشركائنا المحليين ضد مقاتلي (داعش) الباقين، وعملنا من أجل الاستقرار، يُمهّدان الطريق أمام المجتمع المدني في شمال شرق سورية لإعادة البناء، وأعتقد أن هذا تقدم مهم للغاية لمستقبل سورية، حيث إن هناك حاجة إلى إدارة محلية قوية لتحقيق أي تقدم سياسي”.

وحول سجناء تنظيم (داعش)، قال: “في الوقت الحالي، تحتجز (قوات سوريا الديمقراطية) حوالي 11000 مقاتل من (داعش)، من بينهم 2000 مقاتل إرهابي أجنبي من أكثر من 50 دولة هم رهن الاحتجاز، وفي حين اتخذت بعض الحكومات خطوات لإعادة مقاتليها الإرهابيين الأجانب وأفراد أسرهم، فقد رفض العديد من الدول القيام بذلك، ويتعين على الدول أن تحذو حذو أولئك الذين أعادوا مواطنيهم بمسؤولية، ولم يتطلعوا إلى الآخرين لحل المشكلة بالنسبة إليهم”.

وعن تقييمه للخطر الحالي من (داعش) التنظيم الذي أعلنت الولايات المتحدة القضاء عليه في آذار/ مارس الماضي، مع وجود العديد من مقاتلي (داعش) في سورية والعراق، قال: “لقد كنا ثابتين وواضحين للغاية، حتى بعد الهزيمة الإقليمية لـ (داعش) في العراق وسورية، نتفهم أن عملنا بعيد من الاكتمال، ونواصل العمل من خلال شركائنا، ونقوم بالتنسيق كل يوم معهم لمنع (داعش) من استعادة الأراضي التي فقدها، وتدريب وتجنيد العملاء، وتمويل وتنفيذ الهجمات في جميع أنحاء العالم، ولدينا العديد من الأدوات في ترسانتنا للتصدي لهذا التهديد، وما يزال التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ثابتًا في تصميمه على رؤية هذا العدو مهزومًا”.

وتابع: “بدعم من التحالف، يُجري شركاؤنا في العراق وسورية عمليات يوميًا لاقتلاع الخلايا والشبكات السرية التابعة لـ (داعش)، وخلال الأشهر الماضية، أجروا عمليات تطهير واسعة النطاق، وقاموا بهدم العديد من الخلايا، وكسروا الهجمات المحتملة أثناء عملهم على كسر شبكة (داعش) وتحقيق مزيد من الاستقرار للسكان المحليين. إن إعادة مقاتلي (داعش) وعائلاتهم إلى بلادهم الأصلية الآن أمرٌ مهم للهزيمة الدائمة لـ (داعش)”.

وتابع: “أريد أيضًا أن أتحدث عن تهديد الجماعات المتطرفة الأخرى في سورية، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن (هيئة تحرير الشام)، وهي جماعة تطورت من (جبهة النصرة) التي كانت تابعةً لتنظيم القاعدة في سورية، لديها حوالي 20 ألف مقاتل. يوجد أيضًا جماعة (حراس الدين) التي تتماشى مع الأهداف الأساسية لتنظيم القاعدة، وركز (حراس الدين) بشكل أكبر على التخطيط للهجوم الخارجي. أحد أهدافنا هو منع الإرهابيين من توجيه أو دعم العمليات الخارجية ضد الوطن ومواطنينا وحلفائنا وشركائنا في الخارج، ومن 30 حزيران/ يونيو حتى 31 آب/ أغسطس، نفذت القيادة الأميركية ضربات جوية ضد تنظيم القاعدة في سورية، لأنها مسؤولة عن التخطيط لهجمات خارجية تهدد المواطنين الأميركيين وشركائنا والمدنيين الأبرياء”.

وعن اعتقاده بإمكانية حل الأزمة السورية مع وجود التدخل العسكري الإيراني هناك، قال: “لا، نحن نعلم أن إيران ليست مهتمة فقط بمساعدة النظام في استعادة الأراضي، ولكنها مصممة في النهاية على ترسيخ نفسها في سورية لأسباب متعددة، وتلك الأسباب لن تؤدي إلا إلى مزيد من الصراع في سورية، وأود التأكيد أن القوات المدعومة من إيران مسؤولة أيضًا عن قتل عدد لا يحصى من المدنيين السوريين الأبرياء”.

وتابع: “إيران مهتمة فقط باستخدام سورية لأغراضها الخاصة، التي تشمل توسيع وجودها العسكري الإقليمي، وتأمين المصالح الاقتصادية، وتزويد حزب الله اللبناني بالأسلحة المتقدمة، وتهديد إسرائيل”.

وأضاف: “إن القانون السوري رقم 10، الذي يسمح للنظام بالاستيلاء على الممتلكات من أصحابها الغائبين (معظمهم من السنّة الذين فروا من البلاد)، يسهل أيضًا اختراق المجتمع السوري، وهذا جزء من استراتيجية التغيير الديموغرافي للنظام، وإيران تستفيد من هذا القانون، لأنها تسعى أيضًا إلى التغيير الديموغرافي في سورية، مرة أخرى لأغراضها الأنانية”.

وقال: “تواصل إيران تهديد إسرائيل من داخل سورية، وهذا ينطوي على خطر اندلاع حرب أخرى، يمكن أن تمتد بسهولة إلى مناطق خارج سورية، ومع ذلك، فقد أثبتت إيران أنها مستعدة للتضحية بالاستقرار الإقليمي لتعزيز مصالحها الخاصة”.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق