سلايدرقضايا المجتمع

تجارة المخدرات وجه جديد للصراع في درعا

بعد سيطرة قوات النظام على درعا، نشطت تجارة المخدرات وازداد انتشارها ازديادًا ملحوظًا، حيث أُغرقت المحافظة بأنواع مختلفة من الحبوب المخدرة والحشيش، المصنّعة في معامل لميليشيا “حزب الله” اللبناني في لبنان وجنوب سورية.

ومنذ أن سيطرت قوات النظام على درعا، أخذ تجار المخدرات يعملون على توسيع تجارتهم، بدعم مباشر من “حزب الله” والميليشيات الإيرانية وأذرعها المتمثلة بالفرقة الرابعة والمخابرات الجوية، وتشكل بلدات عدة، في ريف درعا الغربي، مناطق عمل مهمة لهؤلاء التجار، خاصة في حوض اليرموك، وبلدة (خراب الشحم) الحدودية مع الأردن.

يقول مصدر خاص لـ (جيرون): “إن حالة الفوضى التي تعيشها المنطقة الغربية من درعا، التي عمد النظام إلى إبقائها على هذه الحال، أصبحت بيئة مناسبة لتجارة المخدرات وارتكاب جرائم أخرى، خاصة في ظل انعدام القانون، ويقوم النظام باستغلال هذا الوضع لتنفيذ اقتحامات واعتقالات، بذريعة وجود أشخاص خارجين عن القانون”.

وأشار المصدر إلى أنه “يتم تصنيع قسم من الحبوب المخدرة، في معامل صغيرة أنشأتها ميليشيا (حزب الله) اللبناني في المحافظة، حيث تكون عملية التوزيع أسهل من نقل هذه المواد من جنوب لبنان، كما تم تسجيل قيام أشخاص تابعين للحزب بزراعة الحشيش في بعض المناطق، منها حقل صغير اكتُشف قبل أشهر، وقد داهمه عناصر من الأمن العسكري في بلدة تسيل بعد افتضاح أمره من قبل الأهالي، وهذا النوع من الزراعة لم يكن معروفًا من قبل في درعا على الإطلاق”.

شكلت هذه التجارة وجهًا آخر للصراع، بين الروس والإيرانيين في المحافظة، ففي الوقت الذي يحاول فيه الروس إرساء استقرار هش، مع دعوات مستمرة من قبلهم لعودة اللاجئين والبدء بإعادة إعمار المحافظة، تعمل إيران -عبر وكلائها- على فرض سيطرة أمنية، من خلال تصفية كل من يقف بوجه مشاريعها، كما تعمل على فرض سيطرة اقتصادية من خلال إغراق الجنوب بتجارة المخدرات، وتصديرها إلى الأردن ومنه إلى دول الخليج العربي والسعودية، كمورد مالي يعوّض ما تخسره في حربها في سورية ولتخفيف أثر العقوبات الدولية عليها.

في المقابل، يعمل الروس منذ أشهر، عبر فرع الأمن العسكري، على تحجيم تجارة المخدرات في درعا، واستطاعوا ضبط شحنات كبيرة من المخدرات، كانت في طريقها إلى الأردن، من أبرزها ضبط شحنة مكونة من 200 كغ من مادة الحشيش، و1,5 مليون حبة مخدرة من نوع كبتاغون، في الرابع من آب/ أغسطس الماضي، عبر أحد قادة مجموعات المصالحة التابعة للأمن العسكري، يدعى (وسيم المسالمة)، وقد أدى ذلك إلى حدوث فتنة في بلدة خراب الشحم، بين المسالمة وأبو سالم الخالدي، التابع لمكتب أمن الفرقة الرابعة، وهو من أهم تجار المخدرات في الجنوب السوري على الإطلاق، ويتمتع بحماية كبيرة من (حزب الله) والمخابرات الجوية، وصلت إلى حد تزويده بسيارة مصفحة للتنقل.

وقال مصدر من تجمع أحرار حوران لـ (جيرون): “بعد ضبط شحنة المخدرات، تعرضت سيارة وسيم المسالمة لانفجار عبوة ناسفة، يوم الثلاثاء الفائت، في حي درعا البلد، وقد قُتل على الفور مع أحد مرافقيه، وجرح آخرون”، موضحًا أن “عمليات كهذه لم تتوقف منذ أكثر من سنة، ولن تتوقف؛ فالصراع بين الطرفين مستمر، والسيطرة على المحافظة مهمة جدًا من الناحية الاستراتيجية، فهي البوابة إلى دول جوار سورية من الجهة الجنوبية”.

وكان النظام قد سيطر على محافظة درعا في نهاية تموز / يوليو 2018، بعد عملية تسوية، لتنقسم المحافظة بعد ذلك إلى قسم تابع للروس يسيطر عليه (الفيلق الخامس)، وقسم تعمه الفوضى، تتدخل فيه أطراف عديدة أبرزها الفرقة الرابعة والمخابرات الجوية.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق