أعلن رئيس (مركز المصالحة) اللواء يوري بورينكوف في سورية، مساء أمس الخميس، عبر وسائل الإعلام الروسية، وقف إطلاق النار في إدلب، ابتداءً من الساعة الرابعة عشرة من يوم الخميس، وفقًا للاتفاقات التي تم التوصل إليها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بحسب ما ذكر، ولم يصدر من الفصائل المعارضة في إدلب (هيئة تحرير الشام، الجبهة الوطنية للتحرير) أي موقف في هذا الشأن.
وعلمت جيرون من (مصدر عسكري) أن تركيا أبلغت قيادة (فيلق الشام) المنضوي في صفوف (الجبهة الوطنية للتحرير)، عصر أمس الخميس، أنها توصلت إلى اتفاق مع روسيا، يقضي بوقف إطلاق النار في إدلب غير محدود المدة، وأنها ألزمت قيادة الفيلق بتطبيق الاتفاق وبإبلاغ المرابطين على جبهات إدلب بعدم خرق الاتفاق.
على أرض الواقع، ثمة معطيات كثيرة تؤكد أن المدنيين في إدلب لا يثقون بقرارات وقف إطلاق النار التي تُعلن بشأن مناطقهم، لعلمهم بعدم التزام قوات النظام بها، حيث إنها تستمر في خرق الاتفاقات وتقصف المدن والبلدات بالقذائف المدفعية والصاروخية، ثم تقوم بعمل عسكري -بمساندة روسية- على مناطق أخرى في إدلب بهدف السيطرة عليها.
في هذا الخصوص، قال الناشط رائد العلي من ريف إدلب لـ (جيرون): “من المستحيل أن يثق المدنيون في إدلب بأي هدنة تعلنها روسيا، ففي كل مرة تعلن روسيا هدنة؛ يبدأ النظام قصف المدن والبلدات وارتكاب المجازر، من دون أن تتخذ روسيا أي موقف كـ “ضامن” من أعمال القصف العدائية على المنطقة، تمامًا كما حصل سابقًا في مناطق ريف معرة النعمان الشرقي المحاذية للطريق الدولي (دمشق – حلب) الذي يُعرف بـ M5″.
وتابع: “لذلك يخشى المدنيون في المنطقة من أن تكون الهدنة فرصة للنظام، كي يحشد قواته العسكرية على محاور جديدة ثم يعلن عملًا عسكريًا جديدًا، وهذا يستدعي أن تقوم فصائل المعارضة بتوضيح تفاصيل ما يحصل، وألا تكتم على المستجدات، من أجل سلامة المدنيين في المنطقة”.
وأكد المصدر العسكري لـ (جيرون) أن “تركيا وروسيا اتفقتا على وقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد الرابعة في إدلب، لمدة ثلاثة أشهر، وذلك من أجل إتاحة الفرصة لتركيا بالضغط على (هيئة تحرير الشام) لحلّ نفسها وانخراطها ضمن صفوف (الجيش الوطني السوري) والانتقال إلى مرحلة تسيير الدوريات المشتركة في (المنطقة منزوعة السلاح) كمرحلة أولى”.
وتابع المصدر: “هنالك ملف الطرقات الدولية (M5-M4) (حلب – دمشق)، (حلب – اللاذقية) والمناطق الإدارية المحيطة بها، ومن الممكن أن تتوصل روسيا وتركيا إلى اتفاق يقضي بدخول القوى الأمنية والمؤسسات التابعة للنظام السوري، بالتشارك مع قوى أمنية ومؤسسات تابعة لـ (الحكومة السورية المؤقتة) من أجل إدارة المناطق. وإذا لم تتمكن تركيا من الضغط على (هيئة تحرير الشام) من أجل حلّ نفسها وانخراطها في (الجيش الوطني السوري)، فسوف تنتقل روسيا إلى الحل العسكري، وتسيطر على جميع المناطق المحاذية للطرقات الدولية، بدءًا من معرة النعمان، وسراقب، وأريحا، وجسر الشغور في ريفي إدلب الجنوبي والغربي، حتى مناطق ريف حلب الجنوبي والغربي، وتصبح المناطق -إداريًا وعسكريًا- تحت سيطرة النظام السوري”.
وحذّر المصدر فصائل المعارضة من النخداع “لألاعيب روسيا والنظام”، وطالبها بـ “أن ترفع الجاهزية للمرحلة المقبلة، وأن تعمل على تحصين الجبهات وإعداد خطوط دفاعية لتجنب الأخطاء السابقة”، مشيرًا إلى أن “قوات النظام والميليشيات الروسية تحشد قواتها العسكرية، منذ شهر، على جبهات أرياف حلب الغربي والجنوبي وريف حماة الغربي، وعلى الفصائل المعارضة أن تستعد لصد أي محاولة هجوم قد تحدث لاحقًا”.
يأتي إعلان (وقف إطلاق النار) في منطقة خفض التصعيد الرابعة في إدلب شمال غرب سورية، بعد أن أكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، خلال اجتماعهما في العاصمة التركية أنقرة، أول أمس الأربعاء، ضرورة تطبيق الاتفاقات حول سورية، وسعيهما إلى مكافحة الإرهاب والتصدي للانفصاليين والحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها.