آخر الأخبارسورية الآن

روسيا تنسف هدنة وقف إطلاق النار في إدلب

تصاعدت وتيرة القصف المروحي والمدفعي، على عموم مناطق جنوب وشرق إدلب، خلال اليومين الماضيين، حيث خرق سلاح الجو الروسي وطائرات قوات النظام، فجر أمس الأربعاء، اتفاق (وقف إطلاق النار) في منطقة خفض التصعيد الرابعة، مستهدفين قرى وبلدات محاذية للطريق الدولي (حلب – دمشق) جنوبيّ إدلب، إضافة إلى مدينتي أريحا وإدلب، وقد أدى ذلك القصف إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين.

رصدت (مراصد حركة تتبع الطائرات) منذ ساعات فجر الأربعاء حتى مساء اليوم نفسه، أكثر من 6 طلعات جوية لطائرات حربية ومروحية، من مطار حماة العسكري وقاعدة (حميميم) الروسية، باتجاه محافظة إدلب، وقصفت -بأكثر من 200 غارة جوية- مدن “معرة النعمان، كفرنبل، أريحا، إدلب”، وبلدات “حاس، حنوتين، الشيخ إدريس، البارة، معرزاف، معرشورين، الغدفة، بزابور”، متسببة في حدوث أضرار في منازل المدنيين والبنى التحتية، من بينها مركز الدفاع المدني السوري في بلدة بزابور.

في هذا الشأن، يقول محمد شحادة، ناشط في إدلب، لـ (جيرون): “إن طائرات النظام الحربية والطائرات الروسية خرقت اتفاق وقف النار، واستهدفت سوق أريحا الشعبي بغارات جوية، أدت إلى إصابة سبعة مدنيين بجروح، ودمار واسع في الممتلكات الخاصة والعامة، بالتزامن مع غارة جوية أخرى لطائرات النظام من طراز (MIG23) استهدفت سوق الصناعة وسوق الهال وسط مدينة إدلب، وتسببت في مجزرة دامية راح ضحيتها 19 مدنيًا، بينهم أطفال ومتطوع في الدفاع المدني، وإصابة أكثر من 60 آخرين جلّهم في حالات بالغة الخطورة”.

تزامن قصف طائرات النظام وروسيا على منطقة إدلب، في الوقت الذي دخل فيه رتل عسكري تابع للقوات التركية، من معبر كفرلوسين المحاذي لـ (معبر باب الهوى الحدودي) شماليّ إدلب، يضم نحو 15 آلية عسكرية، باتجاه إحدى نقاط مراقبة خفض التوتر في ريف إدلب الجنوبي، من أجل تبديل عناصر نقطة المراقبة، وتوقف بالقرب من مدينة سراقب (شرقيّ إدلب) ساعات عدة، بسبب شدة القصف الذي تشهده المنطقة.

يأتي خرق روسيا لاتفاق (وقف إطلاق النار) الذي توصلت إليه مع تركيا، ودخوله حيز التنفيذ في ليل الأحد 12 كانون الثاني/ يناير الجاري، بالتزامن مع تصريحات للرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، أول أمس الثلاثاء، قال فيها إن بلاده تملك العزيمة على وقف خروقات النظام المستمرة على إدلب، إذا لزم الأمر.

في سياق التطورات الأخيرة، يرى محمد سلامة، المتحدث باسم الهيئة السياسية في إدلب، أن ما يحصل اليوم في إدلب، مع سريان الهدنة المزعومة من قبل روسيا وتركيا، هو “سيناريو مكرر للهدن السابقة”، واصفًا إيّاها بـ “الهشّة”. وقال لـ (جيرون): “ليس هناك هدنة حقيقية في إدلب، ما لم يُصادق عليها مجلس الأمن، ويضمن عودة النازحين إلى قراهم وبلداتهم من دون تعرضهم للقصف من قبل النظام وروسيا”.

وأضاف: “لا يمكن للمدنيين في إدلب العودة، بالهدن التي تعلن عنها روسيا، فالمجرم لا يمكن أن يكون ضامنًا، وما حصل في إدلب يوم أمس الأربعاء، من ارتكاب المجازر بحق المدنيين الآمنين، دليلٌ على ارتكاب روسيا جرائم بحق الإنسانية، ونكثها لوعودها”.

وطالب سلامة “المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وأصدقاء الشعب السوري، بالتدخل الفوري من أجل حماية ما تبقى من مدنيين في إدلب، وإيقاف المجازر الإرهابية والإبادة الجماعية التي تحصل في إدلب من قبل روسيا والنظام”.

حول أسباب خرق روسيا لاتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، يقول العقيد الركن والمحلل الاستراتيجي مصطفى فرحات لـ (جيرون): “تُريد روسيا إخضاع كامل الأراضي السوري إلى نفوذها، وإذا تمكنت من استعادة الطرق الدولية اليوم، واستعادة كامل محافظة إدلب، فسوف يكون هدفها التالي مناطق سيطرة (درع الفرات – غصن الزيتون) شمالي حلب، وهذا ما تحاول ترسيخه وسائل الإعلام الروسية، عندما يتحدثون عن وجودهم (الشرعي) في سورية بطلب من النظام، عكس الوجود التركي غير الشرعي، من وجهة نظرهم، لذا أي هدنة تُعلن فلن يكون لها أي فائدة سوى إعادة ترتيب صفوف روسيا والنظام وزيادة العتاد العسكري”.

أما في ما يتعلق بالتصريحات التركية حول التهدئة في إدلب، فقد رأى فرحات أن “هذه التصريحات بلا جدوى، طالما أن روسيا تتمسك بحقها في (محاربة الإرهاب) في مناطق خفض التصعيد”.

وتوصل الجانبان (التركي – الروسي) إلى اتفاق، الأسبوع الماضي، يقضي بـ (وقف إطلاق النار) في منطقة خفض التصعيد الرابعة، وقد دخل الاتفاق حيّز التنفيذ في تمام الساعة الثانية عشرة ليلًا من يوم الأحد 12 كانون الثاني/ يناير، إلا أن قوّات النظام خرقته في ساعاته الأولى، وذلك من خلال استهدافها مدينة معرة النعمان والقرى المحيط بها بقذائف المدفعية والصاروخية.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق