اغتال مجهولون، يوم أمس الأحد، الدكتور مأمون قاسم الحريري، بتفجير عبوة ناسفة زُرعت أمام عيادته، في بلدة بصر الحرير في ريف درعا الشرقي.
ويعدّ الدكتور الحريري من أبرز الأطباء الذين عملوا في المشافي الميدانية في محافظة درعا، خلال السنوات الماضية، مع شقيقه الدكتور حسن الحريري الذي قُتل في قصف للنظام، في معركة (الموت ولا المذلة) في درعا البلد عام 2017.
وازدادت عمليات الاغتيال والخطف في محافظة درعا حتى بات بعضها علنيًا في الآونة الأخيرة، على يد مجموعات مرتبطة بالأجهزة الأمنية التابعة للنظام وبالميليشيات الإيرانية.
وقال مصدر من (تجمع أحرار حوران)، لـ (جيرون): إن “مجموعة تابعة لمصطفى المسالمة المعروف بـ (الكسم) خطفت قبل يومين شقيقين من أبناء درعا البلد، في مزرعة في منطقة الشياح، هما أحمد فضل القطيفان ومصطفى فضل القطيفان، وهما مقاتلان سابقان في المعارضة المسلحة”.
وأشار المصدر إلى أن توترًا كبيرًا ساد في درعا البلد، بعد عملية الاختطاف، وتم توجيه تهديد إلى المسالمة باقتحام مقره قرب جمرك درعا القديم، وبعد جهود تهدئة، قادتها اللجنة المركزية في درعا؛ أُفرج عن الشابين من أحد مقار الأمن العسكري في ريف درعا الشرقي، بعد إنكار وجودهم لدى الأمن العسكري في البداية.
ولفت المصدر إلى أن المجموعة نفسها كانت قد اختطفت، في الثالث عشر من الشهر الجاري، الشاب محمد إسماعيل أبازيد في مدينة درعا، ثم عُثر على جثته بعد يومين قرب مسجد الشيخ عبد العزيز أبازيد، في درعا المحطة.
وردًا على ما يجري في المحافظة، أصدرت عشائر مدينة درعا بيانًا، يوم السبت، أكدت فيه وحدة الصف والكلمة في مواجهة ما يجري، وتعهد الموقعون على البيان، الذي حصلت (جيرون) على نسخة منه، بالوقوف ضد الظلم والفساد واستئصاله، ومحاسبة كل من تورط في قتل أبناء المحافظة.
من جانب آخر، أصدر ثوار بلدة بصر الحرير بيانًا، عقب اغتيال الدكتور الحريري، أكدوا فيه أن النظام هو من يقف وراء عمليات الاغتيال في المحافظة، وأنهم سيردون على عدوان النظام باستهداف رجاله.
ودعا البيان أبناءَ محافظة درعا إلى الوقوف صفًا واحدًا، في وجه النظام وما يقوم به من جرائم، بعد فشل عملية التسوية التي جرت قبل أكثر من عام.
في السياق ذاته، اتهم العديد من الناشطين من أبناء محافظة درعا، قادةً سابقين في فصائل المعارضة المسلحة، بتنفيذ عمليات اغتيال وخطف لصالح الأجهزة الأمنية والميليشيات الإيرانية.
وقال عقبة المحمد، ناشط إعلامي، لـ (جيرون): إن القائد السابق في (جيش الثورة) عماد أبو زريق هو ومصطفى المسالمة، من أبرز المتهمين بتنفيذ هذه العمليات، مؤكدًا أن تسجيلات صوتية لمكالمات بين أبو زريق وأحد عملاء الأمن العسكري الذين قتلوا الأسبوع الماضي يدعى (يزن الصالح ) تؤكد وجود خطط لاستهداف شخصيات وقيادات في درعا، ومنهم قيادي من بلدة الصنمين يدعى الشتار.
يذكر أن عدد عمليات الاغتيال في محافظة درعا تجاوز 200 عملية، بعد اتفاق التسوية بين النظام والمعارضة في صيف عام 2018، وقد بلغت ذروتها في المدة الأخيرة، ويعتقد ناشطون من المحافظة أن الأمور في طريقها للتصعيد، كما كانت عليه سابقًا.