سلايدرقضايا المجتمع

درعا بعد الأمطار.. عودة الموارد المائية الرئيسية في المحافظة

عادت الموارد المائية في محافظة درعا إلى طبيعتها الغزيرة أخيرًا، بعد الهطول المتتالي للأمطار خلال الشهر الأخير، وذلك من بعد جفاف كبير لحقها خلال الصيف الفائت، نتيجة الاستخدام المجحف لها من قبل المواطنين والنظام على حد سواء.

قال المهندس أبو وائل، من ريف درعا، لـ (جيرون): “إن كمية الأمطار التي هطلت كانت جيدة نسبيًا، إذ استعادت الينابيع ما خسرته خلال الأشهر الماضية، وقد أدى ذلك إلى عودة بحيرة المزيريب، وهي أهم مورد لمياه الشرب في المحافظة، إلى ما كانت عليه”، مشيرًا إلى إعادة عمليات ضخ المياه جزئيًا إلى مناطق مختلفة من المحافظة التي تتغذى من هذه البحيرة.

بحيرة مزيريب

وأشار أبو وائل إلى أن “المشكلة تكمن في الإهمال الذي تمارسه المؤسسات الحكومية التابعة للنظام السوري، في حماية  الموارد المائية والإشراف عليها”، مؤكدًا عدم إصلاح آلات ضخ المياه من البحيرة التي كانت في السابق تغذي مياه الشرب في أجزاء من درعا والسويداء. وعبّر عن خوفه من عودة مشكلة الجفاف، مع قدوم الصيف، بسبب الآبار التي حُفرت خلال السنوات الماضية على مجرى ينابيع هذه البحيرة، واستخدام مياهها في ريّ الأراضي الزراعية، وما تزال هذه الآبار موجودة حتى الآن من دون أن يردمها أحد، حيث يرفض النظام التدخل بشؤون المواطنين، منذ استعادة سيطرته على المحافظة.

من جهة ثانية، قال عبد الله المصري، ناشط من منطقة حوض اليرموك، لـ (جيرون): “إن عددًا من سدود تجميع المياه في منطقة حوض اليرموك وما حولها فاضت بالمياه، في الأسبوعين الماضيين، بسبب الهطول الغزير للأمطار”، مشيرًا إلى أن فيضان سدّ تسيل أدى إلى غمر مساحة كبيرة من الأراضي حوله بالمياه، وهذا يبشّر بموسم زراعي جيد.

كما أكد المصري امتلاء سدود عدة، منها سدّا (سحم الجولان، وطفس) بالمياه، وهذا ما ينعكس إيجابيًا على الريّ وتربية الأسماك التي باتت أحد أهم موارد الرزق للأهالي بعد الزراعة في ريف درعا، وخاصة في المناطق التي فيها سدود.

سد مدينة درعا هو الآخر عادت إليه المياه أخيرًا، بعد فيضان سدود عدة في محافظة السويداء، وكان قد جف بالكامل خلال الأشهر الماضية، كما قال محمد السعدي، من أبناء حي طريق السد، لـ (جيرون)، مضيفًا أن “بعض الأضرار كانت موجودة في جسم السد، ولكن تم إصلاحها قبل موسم الأمطار الحالي، وسيساعد ذلك في امتلاء السد من جديد”، وهو من السدود المهمة جدًا لمياه الشرب في مدينة درعا.

وأضاف السعدي أن “العديد من أهالي محافظة درعا يناشدون أصحاب الآبار، وبخاصة الارتوازية منها التي حُفرت على ينابيع المياه التي تغذي البحيرات والسدود، تخفيفَ الضغط عليها، على الأقل، إن لم يكن هناك إرادة لردمها، كي لا تعود حالة الجفاف التي مرّت خلال السنة الماضية، وفاقمت مشكلات مياه الشرب والري”.

يذكر أن محافظة درعا وريفها تُعد من المناطق الغزيرة بمواردها المائية الطبيعية، والسدود السطحية التي تغطي كل مناطق المحافظة، والتي تعرضت للاستخدام الجائر خلال السنوات الماضية، لعدم وجود أي سلطة من النظام أو المعارضة تقوم بتنظيم استخدامها.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق