مصطفى تاج الدين الموسى
-
أدب وفنون
كارثة الأب
ليس من عادتها أن تترك طفلها البالغ سنة ونصف من العمر، وحده مع والده، لكنها اضطرت هذا المساء إلى تركه برفقة والده، قبل خروجها إلى بيت جارتها لتساعدها في ترتيب غرف بيتها، وقد انتقلت إليه صباحًا. أوصت زوجها وألحت عليه كثيرًا أن يعتني جيدًا بطفلهما،…
اقرأ المزيد » -
أدب وفنون
عورة الذاكرة المعطوبة
منذ أشهر ونحن معلقون على هذا الشكل، في منتصف السماء، من ياقات قمصاننا، على حبلٍ يمتدُ إلى ما لا نهاية، في الأعالي، على أمل أن تجف أجسادنا وثيابنا، لكن.. لا أجسادنا جفت، ولا حتى ثيابنا. ــ أنت طبختي الفاشلة.. تذكرتُ ما قالته لي أمي في…
اقرأ المزيد » -
أدب وفنون
آخر المعزين والجثة اليومية
آخِر المعزّين أتذكر أنه كان أستاذي في المدرسة الابتدائية، تقريبًا منذ ثلاثة عقود. مات اليوم خال صديقي، فذهبتُ إلى شقته لأعزيه، في الطابق السادس من بناء ضخم. بقيتُ بجانبه حتى ساعة متأخرة، عانقته بحرارة على باب شقته، وكنتُ آخر المعزين، ثمّ التفتُ لأدخل المصعد… عندئذٍ…
اقرأ المزيد » -
أدب وفنون
العجوز في كوكب بعيد
أعيشُ في غرفتي وحيدًا، ويعيش في الغرفة المجاورة لغرفتي مجموعة شباب، هذا المساء كان صخبهم عاليًا، يدخنون النرجيلة ويستمعون لأغاني هابطة، يضحكون ويتحدثون عن النساء بشكلٍ غير مؤدب. الملل قطع أحشائي بسكين حادة، وكي أوقف مجازره داخلي، تسليتُ، وأنا مستلقٍ على أريكتي، بأن تجولتُ من…
اقرأ المزيد » -
أدب وفنون
عندما دخل وجهٌ في وجهٍ
اسمي يوسف، شاب عادي جدًا، يمكن أن تشاهدوني دونما اكتراث في الأسواق والشوارع. اعتُقلتُ مصادفة بسبب الاضطرابات التي تعم البلاد، مع أنني أحبّ الحكومة، بلا سبب مقنع، لكنها اعتقلتني. تعرفتُ إليه في الزنزانة، من مدينة غير مدينتي، روحه ساحرة، كان جميلًا بشكلٍ لا يوصف، لا…
اقرأ المزيد » -
أدب وفنون
غرفة جديدة ينقصها رواية
– أريد أن أكتب رواية تشبهنا.. قلتُ لأبي في محطة القطار وهو يشعل سيجارتين لي وله، ابتسم ونفث دخانه عاليًا كقطارٍ هرم، حدث هذا منذ سنوات.. ثمّة ذكريات لها في العقل مكان واسع، مع أن مساحتها -حينما حدثت- لا تتجاوز الدقائق، لكنها لا تزول. كدنا…
اقرأ المزيد » -
أدب وفنون
عندما عثرتُ على أبي
لا أعتقد أن أمي قد ارتاحت في حياتها مع أبي، الحق معها.. لم يكن وفيًا لها لأكثر من ثلاثين عامًا. خانها كثيرًا مع عشيقاته، كان وفيًا للحانات فقط. رجل لديه ثروة من الشتائم، يجيد تصويب البصاق على وجه الرئيس في شاشة التلفاز، غادر قريته صغيرًا،…
اقرأ المزيد » -
أدب وفنون
عندما أسأتُ إلى سمعة السعادة الأبدية
خلال أيامٍ قليلة، اعتقلوا الكثير من زملائنا في الجامعة، لأنّهم -كما أنا وأنتِ- تظاهروا من أجل الحرية. خوفنا جعلنا نبتعد عن الجامعة حتى تهدأ الأوضاع قليلًا، لهذا قررنا السفر عائدين إلى مدننا، بعيدًا عن العاصمة. جمعنا حقائبنا، وفي الكراجات أخذتُ منك بطاقتكِ الشخصية لأقطع تذكرتين،…
اقرأ المزيد » -
أدب وفنون
جندي على حافة السطح
في سرِّه، وبحنقٍ حاد، شتم بكلمات بشعة إله الضجر. كان هناك بملامحه ضبابية مثل شبحٍ، منفيًّا عن كل أنواع الكلام، ليتسلى هذا الصمت القاسي بانتهاك مزاجه لساعات طويلة، ما لبث أن زفر ثم بصق على البلاط.. إلا أنّ نصف بصقته سالتْ على بزّته ذات اللون…
اقرأ المزيد » -
أدب وفنون
من حكايات النساء في تلك المدينة
-1- انحنى إليها كما ينحني أميرٌ رقيق القلب إلى وردة، وقبّلها بلطف على جبينها. لطالما تمنّتْ في أعماقها مثلَ هذه القبلة، منذ أن تزوّجا من سنوات.. بهدوءٍ، وكأنها ريشة رسام، سبابته داعبتْ أنفها ثم خدها، ليالٍ كثيرة وهي تحلم بمثل هذا الحنان. قبّلها ثانيةً، وهو…
اقرأ المزيد »